فجعله الله عز وجل حرما. (أقول) فيه دلالة على ما قدمنا سابقا من الأخبار الواردة بنزوله عليه السلام بالهند محمول على التقية. واما الجمع بين هذين الخبرين من نزول الياقوتة وما تقدم من نزول الخيمة فقد ورد في بعض الروايات ان تلك الخيمة كانت ياقوتة. وقيل: في وجه الجمع بنزولهما متعاقبين أو متقاربين.
(الكافي) باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى لما اهبط آدم طفق يخصف عليه من ورق الجنة وطار عنه لباسه الذي كان عليه من حلل الجنة فالتقط ورقة فستر بها عورته فلما هبط عبقت أي لصقت رائحة تلك الورقة بالهند بالنبت فصار في الأرض من سبب تلك الورقة التي عبقت بها رائحة الجنة فمن هناك الطيب بالهند لان الورقة هبت عليها ريح الجنوب فأدت رائحتها إلى المغرب لأنها احتملت رائحة الورقة في الجو فلما ركدت الريح بالهند عبق بأشجارهم ونبتهم فكان أول بهيمة ارتعت من تلك الورقة ظبي المسك فمن هناك صار المسك في صرة الظبي لأنه جرى رائحة النبت في جسده وفى دمه حتى اجتمعت في سرة الظبي.
وفيه عنه عليه السلام: قال إن الله تبارك وتعالى لما اهبط آدم عليه السلام امره بالحرث والزرع وطرح إليه غرسا من غروس الجنة فأعطاه النخل والعنب والزيتون والرمان وغرسها لتكون لعقبه وذريته فاكل هو من ثمارها فقال إبليس لعنه الله يا آدم ما هذا الغرس الذي لم أكن اعرفه في الأرض وقد كنت بها قبلك إئذن لي آكل منها شيئا فأبى ان يطعمه فجاء إلى حوا فقال لحوا انه قد أجهدني الجوع والعطش فقالت له حوا ان آدم عهد ان لا أطعمك من هذا الغرس لأنه من الجنة ولا ينبغي لك ان تأكل منه فقال لها فاعصري في كفى منه شيئا فأبت عليه فقال ذريني أمصه ولا آكله فأخذت عنقودا من العنب فأعطته فمصه ولم يأكل منه شيئا لما كانت حوا قد أكدت عليه فلما ذهب بعضه جذبته حوا من فيه فأوحى الله عز وجل إلى آدم عليه السلام ان العنب قد مصه عدوي وعدوك إبليس وقد حرمت عليك من عصيره الخمر ما خالطه نفس إبليس فحرمت الخمر لان عدو الله إبليس مكر بحوا حتى مص من العنبة ولو اكلها لحرمت الكرمة من أولها إلى آخرها