من السماء لم ير الراؤن أعظم منهما تعالوا فكلوهما فتعاوت السباع معه وجعل إبليس يحثهم ويصيح بهم ويعدهم بقرب المسافة فوقع من فيه من عجلة كلامه بزاق فخلق الله عز وجل من ذلك البزاق كلبين أحدهما ذكر والاخر أنثى فقاما حول آدم وحوا الكلبة بجدة والكلب بالهند فلم يتركوا السباع ان يقربوهم ومن ذلك اليوم صار الكلب عدو السبع والسبع عدو الكلب.
(وفيه) عن أبي جعفر عن آبائه عليهم السلام قال إن الله عز وجل أوحى إلى جبرئيل (ع) انى قد رحمت آدم وحوا فاهبط عليهما بخيمة من خيم الجنة فاضرب الخيمة مكان البيت وقواعدها التي رفعها الملائكة قبل آدم فهبط بالخيمة على مقدار أركان البيت فنصبها وانزل آدم من الصفا وحوا من المروة وجمع بينهما في الخيمة وكان عمود الخيمة قضيبا من ياقوت احمر فأضاء نوره جبال مكة فامتد ضوء العمود وهو موضع الحرم اليوم فجعله الله حرما لحرمة الخيمة والعمود لأنهما من الجنة ومدت اطناب الخيمة حولها فمنتهى أوتادها ما حول المسجد الحرام وأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل ان اهبط إلى الخيمة بسبعين الف ملك يحرسونها من مردة الشياطين ويؤنسون آدم ويطوفون حول الخيمة فكانوا يطوفون حولها ويحرسونها ثم إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى جبرئيل عليه السلام بعد ذلك أن اهبط إلى آدم وحوا فنحهما عن موضع القواعد وارفع قواعد بيتي لملائكتي وخلقي من ولد آدم فهبط عليهما واخرجهما من الخيمة ونحاهما عن البيت ونحى الخيمة عن موضع البيت وقال يا آدم ان السبعين الف ملك الذين أنزلهم الله إلى الأرض سألوا الله عز وجل ان يبنى لهم مكان الخيمة بيتا على موضع الترعة المباركة حيال البيت المعمور فيطوفون حوله كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور فأوحى الله تبارك وتعالى إلى أن أنحيك وارفع الخيمة فرفع قواعد البيت بحجر من الصفا وحجر من المروة وحجر من طور سيناء وحجر من جبل السلام وهو ظهر الكعبة فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل عليه السلام ان ابنه وأتمه فاقتلع جبرئيل عليه السلام الأحجار الأربعة من مواضعها بجناحه فوضعها حيث امره الله تعالى في أركان البيت على قواعده ونصب أعلامها.