ثم أوحى إلى جبرئيل ان ابنه وأتمه من حجارة أبي قبيس واجعل له بابين بابا شرقا وبابا غربا فأتمه جبرئيل (ع) فلما فرغ طافت الملائكة حوله فلما نظر آدم وحوا إلى الملائكة يطوفون حول البيت انطلقا فطافا سبعة أشواط ثم خرجا يطلبان ما يأكلان.
(وفيه) عن أبي عبد الله عليه السلام: قال إن آدم عليه السلام لما اهبط من الجنة اشتهى من ثمارها فأنزل الله تبارك وتعالى عليه قضيبين من عنب فغرسهما فلما أورقا وأثمرا وبلغا جاء إبليس فحاط عليهما حائطا فقال آدم ما لك يا ملعون فقال إبليس انهما لي فقال كذبت فرضيا بينهما بروح القدس فلما انتهيا إليه قص عليه آدم عليه السلام قصته فاخذ روح القدس شيئا من نار فرمى بها عليهما فالتهبت في أغصانها حتى ظن آدم انه لم يبق منهما شئ الا احترق وظن إبليس مثل ذلك، قال فدخلت النار حيث دخلت وقد ذهب منهما ثلثاهما وبقى الثلث فقال الروح اما ما ذهب منهما فحظ إبليس وما بقى فلك يا آدم.
(العياشي) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بكى أحد بكاء ثلاثة آدم ويوسف وداود، فقلت ما بلغ بكاؤهم فقال اما آدم عليه السلام فبكى حين اخرج من الجنة وكان رأسه في باب من أبواب السماء فبكى حتى تأذى به أهل السماء فشكوا ذلك إلى الله فحط من قامته، فاما داود فإنه بكى حتى هاج العشب من دموعه وكان ليزفر الزفرة فيحرق ما ينبت من دموعه. وأما يوسف فإنه كان يبكى على أبيه يعقوب وهو في السجن فتأذى أهل السجن فصالحهم على أن يبكى يوما ويسكت يوما.
(علل الشرايع) وعيون الاخبار: عن صفوان بن يحيى قال سئل أبو الحسن عليه السلام عن الحرم واعلامه فقال إن آدم (ع) لما اهبط من الجنة هبط على أبى قبيس والناس يقولون بالهند فشكى إلى ربه عز وجل الوحشة وانه لا يسمع ما كان يسمع في الجنة فاهبط الله عز وجل عليه ياقوتة حمراء فوضعت في موضع البيت فكان يطوف بها آدم عليه السلام وكان يبلغ ضوئها الاعلام فعلمت الاعلام على ضوئها