بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي فغفر الله له بهذا فهذا الذي قال الله عز وجل (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) فلما هبط إلى الأرض صاغ خاتما فنقش عليه محمد رسول الله وعلى أمير المؤمنين، ويكنى آدم بابي محمد عليه السلام.
(معاني الأخبار) باسناده إلى الصادق عليه السلام قال لقد طاف آدم عليه السلام بالبيت مائة عام ما ينظر إلى وجه حوا ولقد بكى على الجنة حتى صار على خديه مثل النهرين العظيمين من الدموع ولقد قام على باب الكعبة، ثيابه جلود الإبل والبقر فقال اللهم أقلني عثرتي واغفر لي ذنبي واعدني إلى الدار التي أخرجتني منها فقال الله عز وجل قد أقلتك عثرتك وغفرت لك ذنبك وسأعيدك إلى الدار التي أخرجتك منها. (أقول) فيه دلالة على أن الجنة التي اخرج منها هي جنة الخلد لأنها التي سيعود إليها وكذلك الأخبار السابقة وما بمعناها الدالة على أنه نظر إلى منزلة محمد وعلي والى انه رآهم مكتوبين على أركان العرش فان العرش سقف جنة الخلد كما جاء في الحديث ان الجنة فوق السماء وسقفها العرش والتأويل بالجمل على انها جنة البرزخ التي تأوي أرواح المؤمنين بعيد لما عرفت وحينئذ فطريق الجمع ما مر من حمل الأخبار الدالة على انها من بساتين الدنيا على التقية.
وفي ذلك الكتاب الحديث عن الصادق عليه السلام. وفيه ان الكلمات التي تلقاها آدم (ع) فتاب عليه هي النبي وأهل بيته عليهم السلام ثم قال المفضل فما يعني عز وجل بقوله أتمهن قال يعني أتمهن إلى القائم عليه السلام اثنى عشر إماما تسعة من ولد الحسين عليه السلام.
(أقول) ورد ان الكلمات هي قوله تعالى (ربنا ظلمنا أنفسنا..) الآية.
وورد أيضا انها قوله سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك الدعاء. وورد غيره أيضا.
والجمع بين الروايات الجمع بينها الا ان الأصل هو ما روي عن السادة الأطهار صلوات الله عليهم من أنها أسماؤهم.
وفي الحديث: ان آدم عليه السلام لما كثر ولده وولد ولده كانوا يتحدثون عنده وهو ساكت فقالوا يا أبة ما لك لا تتكلم؟ فقال يا بني ان الله جل جلاله