قول أبي علي الجبائي وجماعة. (الثاني) ان السجود في اللغة هو الانقياد والخضوع فهذا هو السجود لآدم.
ويبعده مع أنه خلاف التبادر قوله تعالى فقعوا له ساجدين وكذلك الحديث السابق الثالث ان السجود كان تعظيما لآدم عليه السلام وتكرمة وهو في الحقيقة عبادة لله تعالى لكونه بأمره وهذا هو الأظهر من الاخبار.
(وقال علي بن إبراهيم طاب ثراه) ان الاستكبار أول معصية عصى الله بها قال إبليس يا رب اعفني من السجود لآدم وانا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل فقال الله تعالى لا حاجة لي إلى عبادتك انما أريد ان اعبد من حيث أريد لا من حيث تريد فأبى ان يسجد فقال الله تعالى اخرج منها فإنك رجيم قال إبليس كيف يا رب وأنت العدل الذي لا تجور فثواب عملي بطل قال لا ولكن سلني من امر الدنيا ما شئت ثوابا لعملك أعطك فأول ما سأل البقاء إلى يوم الدين فقال الله تعالى قد أعطيتك قال سلطني على ولد آدم قال سلطتك قال اجرني فيهم مجرى الدم في العروق قال قد جريتك قال لا يولد لهم واحد الا ولد لي اثنان وأراهم ولا يروني وأتصور لهم في كل صورة شئت فقال قد أعطيتك قال يا رب زدني قال قد جعلت لك ولذريتك صدورهم أوطانا قال رب حسبي قال إبليس عند ذلك فبعزتك لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين ثم لآتينهم من بين أيديهم. الآية.
(قال أبو عبد الله) عليه السلام لما اعطى الله تبارك وتعالى إبليس ما أعطاه من القوة قال آدم عليه السلام يا رب سلطت إبليس على ولدي وأجريته فيهم مجرى الدم في العروق وأعطيته ما أعطيته فما لي وولدي فقال لك ولولدك السيئة بواحدة والحسنة بعشرة أمثالها قال يا رب زدني. قال التوبة مبسوطة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم. قال يا رب زدني. قال اغفر ولا أبالي قال حسبي قال جعلت فداك بماذا استوجب إبليس من الله ان أعطاه ما أعطاه فقال بشئ كان منه شكره الله تعالى عليه. قلت وما كان منه جعلت فداك قال ركعتين ركعهما في السماء في أربعة آلاف سنة.