قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فحج آدم موسى، قال ذلك ثلاثا.
(أقول) اما ان تلك الشجرة شجرة الخلد فهو غير كاذب فيما قاله الا ان من اكلها إفادته الخلد في الجنة إذا كان الاكل مباحا منها يكون مأمورا به وإذا كان الاكل منهيا عنه يكون اثره المترتب عليه ما وقع على آدم من اخراجه من الجنة في ذلك اليوم وقوله بدهر طويل يرجع حاصله إلى أن الله سبحانه علم بذنب آدم وقدره موافقا للعلم القديم كما هو حال جميع مقدرات الله سبحانه ومقدراته.
(العياشي) عن عبد الله بن سنان قال سئل أبو عبد الله عليه السلام وانا حاضر كم لبث آدم (ع) وزوجته في الجنة حتى أخرجهما منها فقال إن الله تبارك وتعالى نفخ في آدم روحه بعد زوال الشمس من يوم الجمعة ثم برأ زوجته من أسفل أضلاعه ثم اسجد له ملائكته وأسكنه جنته من يوم ذلك فوالله ما استقر فيها الا ست ساعات في يومه ذلك حتى عصى الله فأخرجهما الله منها بعد غروب الشمس وما باتا فيها وصيرا بفناء الجنة حتى أصبحا فبدت لهما سوآتهما وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة فاستحيى آدم من ربه وخضع وقال ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا قال الله لهما اهبطا من سماواتي إلى الأرض فإنه لا يجاورني في جنتي عاص ولا في سماواتي. (وقال أبو عبد الله) عليه السلام:
ان آدم لما اكل من الشجرة ذكر ما نهاه الله عنها فندم فذهب ليتنحى من الشجرة فأخذت الشجرة برأسه فجرته إليها وقالت له أفلا كان فرارك قبل ان تأكل مني.
وفي هذا الحديث دلالة على أن تلك الجنة كانت في السماء والظاهر أنها شجرة الخلد.
(وفي تفسير) الإمام العسكري (ع) ولا تقربا هذه الشجرة شجرة العلم شجرة علم محمد وآل محمد آثرهم الله تعالى به على سائر خلقه فقال الله تعالى ولا تقربا هذه الشجرة شجرة العلم فإنها لمحمد وآله خاصة دون غيرهم لا يتناول منها بأمر الله الا وهم منها ما كان يتناوله النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين بعد اطعامهم المسكين واليتيم والأسير حتى لم يحسوا بعد بجوع ولا عطش ولا تعب ولا نصب وهي شجرة تميزت من بين أشجار الجنة ان سائر