الله عز وجل إلى ارضه فسألا ربكما بحق الأسماء التي رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما فقالا اللهم انا نسألك بحق الأكرمين عليك محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة الا تبت علينا ورحمتنا فتاب الله عليهما. فلم تزل أنبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الأمانة ويخبرون بها أوصياءهم والمخلصين من أممهم فيأبون حملها ويشفقون من ادعائها وحملها الانسان الذي قد عرفت فاصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة. وذلك قول الله عز وجل (انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا).
(أقول) لا يتوهم ان آدم (ع) صار يتمنى منزلتهم من الظالمين المدعين لمنزلتهم حتى يستحق بذلك أليم النكال فان في عده من الظالمين هنا نوعا من التجوز لأنه تشبه بهم في التمني ومخالفة الامر الندبي لا في ادعاء المنزلة وغصبها والقتل عليها وحمل الأمانة غير حفظها كما يدل عليه قوله فلم تزل أنبياء الله يحفظون هذه الأمانة إلى قوله فيأبون حملها فالمراد بحملها ادعاؤها بغير حق وغصبها. وقال الزجاج كل من خان الأمانة فقد حملها ومن لم يحمل الأمانة فقد أداها فآدم (ع) لم يكن من الحاملين للأمانة على ما ذهب إليه بعض المفسرين. وفسروا الانسان بآدم وقوله الذي قد عرفت هو الأول وهذا مشهور لا أصل له لان الثاني كما قال الصادق عليه السلام سيئة من سيئات الأول وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.
(وعن ابن عباس) قال: لما خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس فألهمه الله الحمد لله رب العالمين فقال له ربه يرحمك ربك فلما اسجد له ملائكته تداخله العجب فقال يا رب خلقت خلقا أحب إليك مني فلم يجب ثم قال الثالثة فلم يجب ثم قال الله عز وجل له نعم لولاهم ما خلقتك فقال يا رب فأرينهم فأوحى الله عز وجل إلى ملائكة الحجب ان ارفعوا الحجب فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش فقال يا رب من هؤلاء؟ قال يا آدم هذا محمد نبي وهذا علي أمير المؤمنين ابن عم نبي ووصيه وهذه فاطمة ابنة نبي وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولد ابنة نبي، ثم قال يا آدم هم ولدك ففرح بذلك فلما اقترف الخطيئة قال يا رب أسألك