إلى العشاء فصلى آدم ثلاث ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حوا وركعة لتوبته فافترض الله عز وجل هذه الثلاث ركعات على أمتي ثم قال فأخبرني لأي شئ توضأ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع في الجسد. وقال النبي صلى الله عليه وآله لما ان وسوس الشيطان إلى آدم ودنا من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه ثم قام وهو أول قدم مشت إلى الخطيئة ثم تناوله بيده ثم مسها فاكل منها فطار الحلي والحلل عن جسده ثم وضع يده على رأسه وبكى فلما تاب الله عليه فرض الله عليه وعلى ذريته الوضوء على هذه الجوارح الأربع وأمره ان يغسل الوجه لما نظر إلى الشجرة وأمره ان يغسل الساعدين إلى المرفقين لما تناوله منها وأمره ان يمسح القدمين لما مشى إلى الخطيئة ثم قال اخبرني لأي شئ فرض الله الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما وفرض الله على آدم أكثر من ذلك. قال النبي صلى الله عليه وآله لما اكل آدم من الشجرة بقى في بطنه ثلاثين يوما وفرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش والذي يأكلونه تفضل من الله عز وجل عليهم. وكذلك كان على آدم ففرض الله على أمتي ذلك ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وآله: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات).
(تفسير علي بن إبراهيم) عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن موسى عليه السلام سأل ربه ان يجمع بينه وبين آدم عليه السلام فجمع فقال له موسى يا أبت ألم يخلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته وأمرك ان لا تأكل من الشجرة فلم عصيته قال يا موسى بكم وجدت (حل على) قبل خلقي في التوراة قال بثلاثين سنة قال فهو نسلك. قال الصادق عليه السلام فحج آدم موسى عليهما السلام.
(أقول) وجد أن الخطيئة قبل الخلق اما في عالم الأرواح كما قيل بان تكون روح موسى (ع) اطلعت على ذلك في اللوح أو المراد انه وجد في التوراة ان تقدير خطيئة آدم عليه السلام كان قبل خلقه بثلاثين سنه وفي الاخبار دلالة عليه وقوله فحج اي غلبه في الحجة وهذا من فروع مسألة القضاء والقدر وراجع إلى