السماء والأرض إلا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي عليهم السلام.
وقد اختلف فيه، لم سمي يحيى. فقيل: لأن الله أحيى به عقر أمه، عن ابن عباس.
وقيل: لأن الله سبحانه أحياه بالايمان. أو ان الله سبحانه أحيى قلبه بالنبوة، ولم يسم أحد قبله بيحيى.
(عيون الأخبار) عن ياسر الخادم قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ان أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يلد فيخرج من بطن أمه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا، وقد سلم الله يحيى (ع) في هذه الثلاثة المواطن، وآمن روعته فقال: (سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا).
وقد سلم الله عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال: (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا) (الأمالي) عن الرضا عليه السلام: ان إبليس كان يأتي الأنبياء عليهم السلام من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله المسيح عليه السلام يتحدث عندهم ويسائلهم ولم يكن بأحد منهم أشد بأسا منه بيحيى بن زكريا عليه السلام.
فقال له يحيى (ع): يا أبا مرة ان لي إليك حاجة فقال أنت أعظم قدرا من أن أردك بمسألة فسلني ما شئت فاني غير مخالفك فيما تريده فقال له يحيى عليه السلام يا أبا مرة أريد ان تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم، فقال له إبليس: حبا وكرامة وواعده لغد.
فلما أصبح يحيى (ع) قعد في بيته ينتظر الموعد وأغلق عليه الباب فما شعر حتى ساواه من خوخة كانت في بيته، فإذا وجهه صورة وجه القرد وجسده على صورة الخنزير وإذا عيناه مشقوقتان طولا وأسنانه عظم واحد بلا ذقن ولا لحية وله أربعة أيد يدان في صدره ويدان في منكبه وإذا عراقيبه قوادمه وأصابعه خلفه وعليه قباء وقد شد وسطه بمنطقة فيها خيوط بين احمر واصفر واخضر