ويبقى لحمه ملقاة حتى ينبت له الريش، فصبر على هذا العذاب واختاره على ذلك، لأنه عذاب جسماني وذاك عذاب روحاني.
قال أمين الاسلام الطبرسي: اختلف في الهدهد:
فقيل: أهدت إليه وصيفا ووصائف ألبستهم لباسا واحدا، حتى لا يعرف الذكر من الأنثى.
عن ابن عباس: وقيل أهدت مائتي غلام ومائتي جارية، البست الغلمان لباس الجواري وألبست الجواري لباس الغلمان.
عن مجاهد، وقيل أهدت له صفائح الذهب في أوعية الديباج.
فلما بلغ ذلك سليمان عليه السلام أمر الجن فزوقوا له الآجر بالذهب، ثم امر به فألقي في الطريق في كل مكان صغر في أعينهم ما جاؤوا به.
ولما كتبت نسخة الهدية كتبت فيها: إن كنت نبيا فميز بين الوصيف والوصائف وأخبر بما في الحقة قبل ان تفتحها، وقالت للرسول انظر إذا دخلت إليه فان نظر إليك نظر غضب، فاعلم أنه ملك فلا يهولنك امره، وإن نظر إليك نظر لطف فاعلم أنه نبي مرسل.
فانطلق الرسول بالهدايا واتى الهدهد إلى سليمان مسرعا مخبرا له.
ثم إن سليمان عليه السلام جمع الجن والإنس والطيور، ووضع ميدانا، وذلك أن سليمان عليه السلام أمر الجن ان يبسطوا من موضعه الذي هو فيه إلى بضع فراسخ ميدانا واحدا بلبنات من الذهب والفضة وان يجعلوا حول الميدان حائطا شرفها من الذهب والفضة ففعلوا.
ثم قال للجن علي بأولادكم فاجتمع خلق كثير، فأقامهم عن يمين الميدان ويساره، ثم قعد سليمان في مجلسه على سريره ووضع له أربعة آلاف كرسي عن يمينه، ومثلها عن يساره، وامر الشياطين ان يصطفوا صفوفا فراسخ، وامر الانس فاصطفوا فراسخ، وأمر الوحوش والسباع والهوام والطير فاصطفوا فراسخ عن يمينه ويساره فلما دنى القوم من الميدان ونظروا إلى ملك سليمان عليه السلام