ويستعرضها فعرضت عليه يوما إلى أن غابت الشمس وفاته صلاة، العصر، فاغتم من ذلك ودعا الله ان يرد عليه الشمس حتى يصلي العصر؟ فردها عليه إلى وقت العصر فصلاها، واقبل يضرب أعناق الخيل ويسوقها بالسيف حتى قتلها كلها.
وهو قوله عز اسمه: (ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق * ولقد فتنا سليمان) وذلك أن سليمان عليه السلام لما تزوج بالبائنة ولد له منها ابن وكان يحبه فنزل ملك الموت على سليمان، وكان كثير ما ينزل عليه، فنظر إلى ابنه نظرا حديدا، ففزع سليمان من ذلك وقال لامه: ان ملك الموت نظر إلى ابني نظرة أظنه امر بقبض روحه.
فقال للجن والشياطين: هل لكم ان تفروه من الموت؟ فقال واحد انا أضعه تحت عين الشمس في المشرق فقال سليمان عليه السلام ان ملك الموت يخرج ما بين المشرق والمغرب، فقال واحد منهم انا أضعه في الأرضين السابعة فقال إن ملك الموت يبلغ، فقال آخر انا أضعه في السحاب والهواء، فرفعه ووضعه في السحاب.
فجاء ملك الموت فقبض روحه في السحاب، فوقع ميتا على كرسي سليمان، فعلم أنه قد أخطأ.
فحكى الله ذلك في قوله: (وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب...) الآيات وقال الصادق عليه السلام: جعل الله عز وجل ملك سليمان في خاتمه فكان إذا لبسه حضرته الجن والإنس والشياطين وجميع الطير والوحوش، فأطاعوه، فيقعد على كرسيه، ويبعث الله عز وجل ريحا تحمل الكرسي بجميع ما عليه من الشياطين والطير والدواب والانس والخيل، فتمر بها في الهواء إلى موضع يريده سليمان، وكان يصلي الغداة بالشام والظهر بفارس، وكان يأمر الشياطين ان يحملوا الحجارة من فارس ويبنوها بالشام فلما قتل الخيل سلبه الله ملكه، وكان إذا دخل الخلاء دفع خاتمه إلى بعض من يخدمه.
فجاء شيطان فخدع خادمه واخذ منه الخاتم ولبسه، فحشرت عليه الشياطين