الله خير مما آتاكم (بل أنتم بهديتكم تفرحون * إرجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون).
فرجع إليها الرسول فأخبرها بقوة سليمان، فعلمت انه لا محيص لها، فارتحلت وخرجت نحو سليمان.
فلما اخبره الله: باقبالها نحوه، قال للجن والشياطين: (أيكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين * قال عفريت من الجن انا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك) قال سليمان عليه السلام أريد أسرع فقال آصف: انا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك) فدعا الله بالاسم الأعظم.
فخرج السرير من تحت كرسي سليمان، فقال سليمان: (نكروا لها عرشها - أي غيروه - نظر أتهتدي أم تكون من الذين لا يهتدون).
فلما جاءت قيل: أهكذا عرشك؟ قالت كأنه هو، وكان سليمان قد أمر ان يتخذ لها بيت من قوارير، ووضعه على الماء، ثم قيل لها: ادخلي الصرح فظنت انه ماء، فرفعت ثوبها وأبدت ساقيها، فإذا عليها شعر كثير، فقيل لها انه صرح ممرد من قوارير (قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين).
فتزوجها سليمان (ع) وقال للشياطين اتخذوا لها شيئا يذهب عنها هذا الشعر فعملوا الحمامات وطبخوا النورة.
فالحمامات والنورة مما أحدثه الشياطين لبلقيس، وكذا الأرحية التي تدور على الماء.
وفي (الكافي) عن أبي الحسن الأول عليه السلام: ان الله ما بعث نبيا إلا ومحمد صلى الله عليه وآله اعلم منه.
ثم قال: ان سليمان بن داود عليه السلام قال للهدهد حين فقده: (ما لي لا أرى الهدهد)؟ فغضب لفقده، لأنه كان يدله على الماء، فهذا وهو طائر أعطي ما لم يعط سليمان فلم يكن سليمان عليه السلام يعرف الماء تحت الهواء - أي الأرض - وكان الطير يعرفه، وان الله يقول في كتابه: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو