قال الله عز وجل في قصة سليمان: (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) وقال عليه السلام في قصة محمد صلى الله عليه وآله: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).
أقول: تأويله (ع) لما روي من قوله صلى الله عليه وآله: رحم الله أخي سليمان ما كان أبخله، يجوز ان تكون إشارة إلى أن الحديث من الموضوعات والتأويل لحمل الخبر على التقية.
لأن انكار الحديث إذا لم يمكن يطلبون عليهم السلام الوجوه البعيدة.
ونحو ذلك ورد في الاخبار كثيرا، والله العالم.
واما مروره عليه السلام بوادي النمل فقال الله سبحانه: (وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون * حتى إذا اتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين).
وادي النمل: هو واد بالطائف.
وقيل: بالشام، وتلك النملة كانت رئيسة النمل.
وقولها: (لا يحطمنكم) يدل على أن سليمان وجنوده كانا ركبانا ومشاة على الأرض ولم تحملهم الريح، لان الريح، لو حملتهم بين السماء والأرض لما خافت النملة ان يطأها وجنوده بأرجلهم. ولعل هذه القصة كانت قبل تسخير الله الريح لسليمان.
(عيون الاخبار وعلل الشرايع) باسناده إلى داود بن سليمان الغازي قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليه السلام في قوله تعالى: (فتبسم ضاحكا من قولها - لما قالت النملة -: