والثاني - ان الريح حملته.
والثالث - ان الله تعالى خلق فيه حركات متوالية.
والرابع - انما انحرف مكانه حيث هو هناك ثم نبع بين يدي سليمان عليه السلام.
والخامس - ان الأرض طويت له، وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام.
والسادس - انه أعدمه الله في موضعه وأعاده في مجلس سليمان عليه السلام.
وفي تفسير العياشي عن الحسن العسكري عليه السلام انه سئل أكان سليمان عليه السلام محتاجا إلى علم آصف بن برخيا، يعني حتى أحضر له عرش بلقيس فقال عليه السلام: ان سليمان لم يعجز عن معرفة ما عرفه آصف، لكنه صلوات الله عليه أحب ان يعرف أمته من الجن والإنس انه الحجة من بعده، وذلك من علم سليمان عليه السلام أودعه آصف بأمر الله، ففهمه الله ذلك، لئلا يختلف في إمامته ودلالته كما فهم سليمان (ع) في حياة داود عليه السلام، لتعرف إمامته ونبوته من بعده لتأكيد الحجة على الخلق.
وفي (تفسير العسكري عليه السلام):
ان سليمان لما سار من مكة ونزل باليمن قال الهدهد: ان سليمان (ع) قد اشتغل بالنزول، فأرتفع نحو السماء فانظر إلى طول الدنيا وعرضها ففعل ذلك ونظر يمينا وشمالا، فرأى بستانا لبلقيس فمال إلى الخضرة فوقع فيه، فإذا هو بهدهد فهبط عليه، وكان اسم هدهد سليمان عليه السلام يعفور واسم هدهد اليمن عنقير، فقال عنقير ليعفور من أين أقبلت؟ وأين تريد؟ قال أقبلت من الشام مع صاحبي سليمان بن داود عليهم السلام قال ومن سليمان بن داود؟ قال ملك الجن والإنس والطير والوحوش والشياطين والرياح، فمن أين أنت؟ قال انا من هذه البلاد قال ومن ملكها؟ قال امرأة يقال لها بلقيس وان لصاحبكم سليمان ملكا عظيما، وليس ملك بلقيس دونه، فإنها ملكة اليمن، وتحت يدها اثنى عشر الف قائد فهل أنت منطلق معي؟ حتى تنظر إلى ملكها؟
قال أخاف ان يتفقدني سليمان في وقت الصلاة إذا احتاج إلى الماء، قال الهدهد اليماني ان صاحبك ليسره ان تأتيه بخبر هذه الملكة.