قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان ويحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء - يعني الأرض -.
وعن أبي جعفر عليه السلام: ان اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، وإنما كان عند آصف منها حرف واحد، فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس، حتى تناول السرير بيده، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله تبارك وتعالى استأثر به في علم الغيب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وفيه عن أبي عبد الله عليه السلام: من أراد الاطلاء بالنورة فأخذ من النورة بإصبعه فشمه وجعله على طرف أنفه وقال: صلى الله على سليمان بن داود كما أمرنا بالنورة، لم تحرقه النورة.
وروى العياشي بالاسناد قال: قال أبو حنيفة لأبي عبد الله عليه السلام كيف تفقد سليمان الهدهد من بين الطير؟ قال: لأن الهدهد يرى الماء في بطن الأرض كما يرى أحدكم الدهن في القارورة.
فنظر أبو حنيفة إلى أصحابه وضحك فقال أبو عبد الله عليه السلام ما يضحكك؟ قال ظفرت بك جعلت فداك، قال وكيف ذلك؟ قال الذي يرى الماء في بطن الأرض لا يرى الفخ في التراب حتى يأخذ بعنقه، فقال أبو عبد الله عليه السلام:
يا نعمان أما علمت أنه إذا نزل القدر أعشى البصر، وفي قوله: (لأعذبنه عذابا شديدا) أي انتف ريشه وألقيه في الشمس.
وعن ابن عباس: وقيل بان اجعله بين أضداده.
أقول: ورد انه أمر بحبسه مع الحداة في قفص واحد.
فلما أشكل الامر على الهدهد، لأن فيه عذابا روحانيا طلب من سليمان عليه السلام ان يعذبه بأشد عذاب الطيور ويخرجه من قفص الحداة.
فسأل الطيور فقالوا العذاب الشديد عندنا ان ينتف ريشه الطيور بمناقيرها