وقد فضح الله الرجلين، قتادة حيث ادعى شيئا لم يدعه غير أمير المؤمنين عليه السلام إلا كان كاذبا، وهو قوله عليه السلام: (سلوني قبل ان تفقدوني سلوني عما شئتم) نص عليه الفريقان. واما أبو حنيفة فقد أجاب وهو حدث وافتخر أصحابه بجوابه فظهر جوابه غلطا كما قاله أهل مذهبه وغيرهم.
وقال الثعلبي في تفسيره: قال مقاتل كان سليمان عليه السلام جالسا، إذ مر به طائر يطوف فقال: هذا الطائر يقول السلام عليك أيها الملك المتسلط على بني إسرائيل أعطاك الله سبحانه وتعالى الكرامة وأظهرك على عدوك، اني منطلق إلى فروخي، ثم امر بك ثانية، وانه سيرجع إلينا.
فنظر القوم طويلا، فمر بهم، فقال السلام عليك أيها الملك ان شئت ان تأذن لي كيما أكسب على فروخي حتى يشبوا ثم آتيك فافعل بي ما شئت فأذن له.
وقال: صاح ورشان عند سليمان عليه السلام، فقال أتدرون ما يقول؟ قالوا لا، قال إنها تقول ليت الخلق لم يخلقوا.
وصاح طاووس. فقال إنه يقول كما تدين تدان.
وصاح هدهد. فقال إنه يقول من لا يرحم لا يرحم.
وصاح صرد عنده. فقال إنه يقول استغفروا الله يا مذنبين.
وصاح طوطي. فقال إنه يقول كل حي ميت وكل جديد بال.
وصاح خطاف. فقال: قدموا خيرا تجدوه.
وهدرت حمامة. فقال تقول سبحان ربي الاعلى ملأ سماواته وأرضه وصاح قمري، فقال تقول سبحان ربي الاعلى.
قال: والغراب يدعو على العشارين.
والحدءة تقول كل شئ هالك إلا وجهه.
والقطا تقول من سكت سلم.
والببغاء وهو طائر يقول لمن الدنيا همه.
والضفدع يقول سبحان ربي القدوس.