دفنه تحت السرير، ثم أخرجه لهم فقرأه.
فقال الكافرون ما كان سليمان يغلبنا إلا بهذا.
وقال المؤمنون: بل هو عبد الله ونبيه.
فقال جل ذكره: (واتبعوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر).
أقول: وروي في السبب الذي لأجله أضافت الكفار من اليهود وغيرهم السحر إلى سليمان عليه السلام. وذلك أنه قد كتب السحر ووضعها في خزائنه.
وقيل: كتمها تحت كرسي لئلا يطلع الناس عليها ولا يعلمون بها.
فلما مات سليمان عليه السلام استخرجت السحرة تلك الكتب، وقالوا: إنما تم ملك سليمان عليه السلام بالسحر، وزينوا السحر في أعين الناس بالنسبة إلى سليمان وشاع ذلك في اليهود فقبلوه، لعداوتهم لسليمان وعلموه الناس وجرى بينهم.
(القصص) للراوندي باسناده إلى أبي عبد الله (ع) قال: ان الله تعالى أوحى إلى سليمان (ع): ان آية موتك ان شجرة تخرج في بيت المقدس يقال لها الخرنوبة، فنظر سليمان (ع) يوما إلى الخرنوبة قد طلعت في بيت المقدس، فقال سليمان (ع): ما اسمك؟ قالت: الخرنوبة، فولى مدبرا إلى محرابه، حتى قام متكئا على عصاه، فقبضه الله من ساعته.
وفي حديث آخر: انه (ع) سأل الشجرة ما اسمك؟ قالت: الخرنوبة قال: لأي شئ أنت؟ قالت: للخراب، فعلم أنه سيموت، فقال: اللهم أعم على الجن موتي ليعلم الانس انهم لا يعلمون الغيب، وقد كان قد بقي من بناء بيت المقدس سنة وقال لأهله: لا تخبروا الجن بموتي حتى يفرغوا من بنائه ودخل محرابه وقام متكئا على عصاه فمات، وبقى سنة، وتم البناء ثم سلط الله على منسأته الأرضة.
وكان آصف يدبر أمره في تلك المدة.
وعنه (ع) قال: قالت بنو إسرائيل لسليمان عليه السلام: استخلف علينا ابنك، فقال: لا يصلح لذلك، فألحوا عليه، فقال: اني أسأله عن مسائل فان