الثالث - المراد ان هذا الاسم مشتمل على سليم أو مأخوذ منه والسليم قد يستعمل في الجريح، كاللذيع تفألا بصحته وسلامته، أو أنت سليم من المداواة التي حصلت لأبيك، فلهذا سميت سليمان.
فالحرف الزائد للدلالة على وجود الجرح، فكما ان الجرح زائد في البدن أو النفس عن أصل الخلقة، كان في الاسم حرف زائد للدلالة على ذلك.
وفيه معنى لطيف وهو: ان هذه الزيادة في الاسم الدالة على الزيادة في المسمى ليست مما يزيد به الاسم والمسمى كمالا، بل قد تكون الزيادة لغير ذلك.
الرابع - وهو المفهوم مما عنون الصدوق رحمه الله الباب الذي أورد الخبر فيه حيث قال: باب العلة التي من اجلها زيد في حروف اسم سليمان حرف من حروف اسم أبيه داود عليه السلام، فلعله رحمه الله كما قيل: حمل الخبر على أن المعنى انك لما كنت سليما أريد ان يشتق لك اسم يشتمل على السلامة، ولما كان أبوك داود داوى جرحه بالود وصار كاملا بذلك أراد الله تعالى ان يكون في اسمك حرف من حروف اسمه لتلحق به في الكمال، فزيد فيه الألف وما يلزمه لتمام التركيب وصحته من النون فصار سليمان، وإلا لكان السليم كافيا للدلالة على السلامة.
فلذا زيد حروف اسمك على حروف اسم أبيك، ولو كان في الخبر من حروف اسم أبيك، كما هو الموجود في بعض النسخ: كان الصق بهذا المعنى وقوفها، أرجو ان تلحق بأبيك - اي لتلك الزيادة -، فيدل ضمنا وكتابة على أنه انما زيد لذلك. أقول: ويحتمل فيه وجوه اخر لا نطول المقام بها.
وروى الطبرسي (في مشارق الأنوار): ان سليمان عليه السلام كان سماطه كل يوم سبعة أكرار، فخرجت دابة من دواب البحر يوما وقالت: يا سليمان أضفني اليوم فأمر ان يجمع لها مقدار سماطه شهرا، فاجتمع على ساحل البحر كالجبل العظيم، أخرجت الحوت رأسها وابتلعته وقالت: يا سليمان أين تمام قوتي اليوم؟
هذا بعض قوتي، فتعجب سليمان وقال لها: هل في البحر دابة مثلك؟ فقالت: الف أمة فقال سليمان: سبحان الله الملك العظيم.