الأنبياء عليهم السلام، ولهذا أحاله على الأنبياء والعلماء.
وأما داود فلم تقع له هذه المسألة إلى ذلك الوقت، ولما فهمها الله سبحانه سليمان كان ذلك الوحي بذلك الحكم لداود وسليمان عليهما السلام فحكمهما واحد، ولكنه مغاير لما أوحى الله سبحانه إلى الأنبياء المتقدمين، وعليه كان عمل الأنبياء والعلماء إلى عصر داود (ع).
والوجه الرابع - يستفاد من الحديث الذي رواه الثقة علي بن إبراهيم، وقد تقدم.
(علل الشرايع وعيون الاخبار) مسندا إلى الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا (ع) قال سليمان بن داود (ع) قال ذات يوم لأصحابه: ان الله تبارك وتعالى قد وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي، سخر لي الريح والجن والانس والطير والوحوش وعلمني منطق الطير وآتاني من كل شئ، ومع جميع ما أوتيت من الملك ما تم لي سرور يوم إلى الليل، وقد أحببت ان ادخل قصري في غد فأصعد أعلاه وانظر إلى ممالكي، فلا تأذنوا لأحد علي لئلا ينغص علي يومي قالوا نعم.
فلما كان من الغد، اخذ عصاه بيده وصعد إلى أعلى موضع من قصره ووقف متكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه مسرورا بما أوتي فرحا بما أعطي.
إذ نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس خرج عليه من زوايا قصره، فلما أبصر به سليمان عليه السلام قال له: من أدخلك هذا القصر؟ وقد أردت ان أخلو فيه اليوم، فباذن من دخلت؟ فقال الشاب: أدخلني هذا القصر ربه وبإذنه دخلت فقال: ربه أحق به مني، فمن أنت؟ قال: انا ملك الموت، قال وفيم جئت؟
قال: جئت لأقبض روحك، فقال: إمض لما أمرت به، فهذا يوم سروري، وأبى الله عز وجل ان يكون لي سرور دون لقائه. فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه.
فبقى سليمان عليه السلام متكئا على عصاه وهو ميت ما شاء الله، والناس