(الكافي) عن أبي الحسن (ع) قال: كان لسليمان بن داود عليه السلام الف امرأة في قصر واحد، وثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرية، ويطيف بهن في كل يوم وليلة.
أقول: يحتمل طواف الزيارة، والأظهر انه طواف الجماع.
وقال (ع): كان ملك سليمان ما بين الشامات إلى بلاد إصطخر، وكان عليه السلام يطعم أضيافه اللحم بالحواري، ويطعم عياله الخشكار، ويأكل هو الشعير غير المسحول.
أقول: الحواري الخبز الأبيض، كما أن الخشكار الخبز الأسود.
(قصص) الراوندي باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى:
(اعملوا آل داود شكرا).
قال: كانوا ثمانين رجلا وسبعين امرأة، ملازمين للمحراب.
فلما قبض داود ولي سليمان، وعلم منطق الطير وسخر له الجن والإنس، وكان لا يسمع بملك في ناحية الأرض إلا اتاه حتى يذله ويدخله في دينه، وسخر له الريح، فكان إذا خرج إلى مجلسه عكف عليه الطير وقام الجن والإنس، وكان إذا أراد ان يغزو امر بمعسكره، فضرب له بساط من الخشب وجعل عليه الدواب والناس وآلة الحرب كلها حتى إذا حمل معه ما يريد امر العاصف من الريح فدخلت الخشب فحملته، حتى تنتهي به إلى حيث يريد، وكان غدوها شهرا ورواحها شهرا.
وفيه عن الأصبغ قال خرج سليمان بن داود عليه السلام من بيت المقدس، ومعه ثلاثمائة كرسي عن يمينه عليها الانس وثلاثمائة الف كرسي عن يساره عليها الجن، وامر الطير فأظلتهم وامر الريح فحملتهم حتى وردت بهم المدائن، ثم رجع وبات في إصطخر.
ثم غدا فانتهى إلى جزيرة بركادان، ثم امر الريح فخفضتهم حتى كادت اقدامهم تصيب الماء، فقال بعضهم لبعض: هل رأيت ملكا أعظم من هذا؟ فنادى ملك من السماء: لثواب تسبيحة واحدة أعظم مما رأيتم.