وقال اني مظلوم، فقال قل له تعال، فقال لا انصرف، قال فأعطاه خاتمه فقال اذهب وائتني بصاحبك، فذهب حتى إذا كان من الغد جاء إلى تلك الساعة التي اخذ هو مضجعه فصاح اني مظلوم وان خصمي لم يلتفت إلى خاتمك، فقال له الحاجب ويحك دعه ينم فإنه لم ينم البارحة ولا أمس قال لا ادعه ينام وانا مظلوم؟ فدخل الحاجب واعلمه فكتب إليه كتابا وختمه ودفعه إليه فذهب.
حتى إذا كان من الغد حين اخذ مضجعه جاء فصاح فقال: ما التفت إلى شئ من امرك، ولم يزل يصيح حتى قام واخذ بيده في يوم شديد الحر، لو وضعت فيه بضعة لحم على الشمس لنضجت.
فلما رأى الأبيض ذلك انتزع يده من يده ويئس منه ان يغضب.
فأنزل الله تعالى قصته على نبيه ليصبر على الأذى كما يصبر الأنبياء صلوات الله عليهم على البلاء.
وعن عبد العظيم الحسني قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام عن ذي الكفل ما اسمه وهل كان من المرسلين؟.
فكتب صلوات الله عليه: بعث الله تعالى جل ذكره مائة الف نبي وأربعة وعشرين الف نبي، المرسلون منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، وان ذي الكفل منهم صلوات الله عليه وكان بعد سليمان عليه السلام وكان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود عليه السلام ولم يغضب إلا لله عز وجل وكان اسمه عويديا.
وقال الشيخ الطبرسي: وأما ذو الكفل فاختلف فيه:
فقيل: انه كان رجلا صالحا ولم يكن نبيا، ولكنه تكفل لنبي صوم النهار وقيام الليل وان لا يغضب ويعمل بالحق، فوفى بذلك، فشكر الله ذلك له وكان نبيا وسمي ذا الكفل، بمعنى انه ذو الضعف، فله ثواب غيره ممن هو في زمانه لشرف عمله وقال الثعلبي في كتاب (العرائس): وقال بعضهم: ذو الكفل بشر بن أيوب الصابر عليهما السلام، بعثه الله بعد أبيه رسولا إلى الروم، فآمنوا، ثم إن الله تعالى أمرهم بالجهاد فأبوا وقالوا يا بشر إنا نحب الحياة ونكره الموت ومع ذلك نكره ان