(العياشي) عن أبي جعفر (ع) قال: ان الله تبارك وتعالى اهبط ظللا من الملائكة على آدم (ع) وهو بوادي الروحا بين الطائف ومكة، ثم صرخ بذريته وهم ذر، فخرجوا كما يخرج النمل من كورها، فاجتمعوا على شفير الوادي، فقال الله لآدم انظر ماذا ترى؟ فقال آدم: ذرا كثيرا، فقال الله يا آدم هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك لأخذ عليهم الميثاق بالربوبية ولمحمد (ص) بالنبوة، كما اخذته عليهم في السماء، قال آدم: يا رب أو كيف أوسعتهم ظهري؟ قال الله: يا آدم بلطف صنعي، قال آدم (ع) فما تريد منهم في الميثاق؟ قال: ان لا يشركوا بي شيئا فمن أطاعني اسكنه جنتي، ومن عصاني اسكنه ناري، قال يا رب لقد عدلت فيهم وليعصينك أكثرهم ان لم تعصمهم.
قال أبو جعفر عليه السلام: عرض على آدم عليه السلام أسماء الأنبياء عليهم السلام وأعمارهم، فمر باسم داود فإذا عمره أربعون سنة، فقال آدم عليه السلام يا رب وما أقصر عمر داود وأكثر عمري؟ يا رب ان انا زدت داود من عمري ثلاثين سنة أتكتب ذلك له؟ قال: نعم، قال إني زدته من عمري ثلاثين سنة فاثبتها له وأطرحها من عمري فأثبتها الله لداود ومحاها من آدم.
فذلك قوله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب).
فلما دنا عمر آدم هبط عليه ملك الموت ليقبض روحه فقال يا ملك الموت قد بقى من عمري ثلاثون سنة، فقال ألم تجعلها لابنك داود وأنت بوادي الروحا؟
فقال آدم عليه السلام يا ملك الموت ما أذكر هذا، فقال يا آدم لا تجهل، ألم تسأل الله ان يثبتها لداود ويمحوها من عمرك؟ قال آدم فاحضر الكتاب حتى اعلم ذلك، وكان آدم صادقا لم يذكر.
فمن ذلك اليوم أمر الله العباد ان يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى اجل مسمى، لنسيان آدم عليه السلام وجحود ما جعل على نفسه.
أقول: في كثير من الأخبار انه زاد في عمر داود ستين سنة تمام المأة سنة وهو أوفق بسائر الاخبار.