نعصي الله ورسوله: فان سألت الله ان يطيل أعمارنا ولا يميتنا إلا إذا شئنا لنعبده ونجاهد أعداءه فقال لهم بشر: لقد سألتموني عظيما.
ثم قام وصلى ودعا وقال: إلهي امرتني ان أجاهد أعداءك وأنت تعلم اني لا أملك إلا نفسي وان قومي سألوني ما أنت اعلم به مني، فلا تأخذني بجريرة غيري فأوحى الله تعالى إليه: اني قد سمعت مقالة قومك واني قد أعطيتهم ما سألوني فلا يموتون إلا إذا شاؤوا، فكن كفيلا لهم مني، فبلغهم بشر رسالة الله، فسمي ذا الكفل.
ثم انهم توالدوا وكثروا ونموا، حتى ضاقت بهم بلادهم وتنغصت عليهم معيشتهم وتأذوا بكثرتهم، فسألوا بشرا ان يدعو الله تعالى ان يردهم إلى آجالهم فأوحى الله تعالى إلى بشر: اما علم قومك ان اختياري لهم خير من اختيارهم لأنفسهم، ثم ردهم إلى أعمارهم فماتوا بآجالهم.
قال: فلذلك كثرت الروم، حتى يقال ان الدنيا خمسة أسداسها الروم، وسموا روما: لأنهم نسبوا إلى جدهم روم بن عيص بن إبراهيم.
وكان بشر بن أيوب مقيما بالشام حتى مات وكان عمره خمسا وتسعين سنة.
وقال السيد بن طاووس في (سعد السعود) (1) قيل إنه تكفل الله جل جلاله: ان لا يبغضه قومه، فسمي ذا الكفل.
وقيل: تكفل لنبي من الأنبياء، أن لا يغضب، فاجتهد إبليس ان يغضبه بكل طريق فلم يقدر، فسمي ذا الكفل لوفائه لنبي زمانه ان لا يغضب