القائل في جواب من سأله كذا وكذا انه بالصفة الفلانية صريح في أن الهاء كناية عما وقع السؤال عنه، هذا مع قولهم (ان البقر تشابه علينا) فإنهم لم يقولوا ذلك إلا وقد اعتقدوا ان خطابهم مجمل غير مبين، ولو كان على ما ذهب إليه القوم فلم لم يقل وأي تشابه عليكم، وانما أمرتم بذبح اي بقرة كانت.
وأما قوله: (وما كادوا يفعلون) فالظاهر أن ذمهم مصروف على تقصيرهم أو تأخيرهم امتثال الامر بعد البيان التام، لا على ترك المبادرة في الأول إلى ذبح البقرة.
انتهى غاية ما أفاد رحمه الله هو ان الظاهر من الآيات هو ذلك وبعد تسليمه فقد يعدل عن الظاهر، لورود النصوص المعتبرة.
وفي (تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام): ان بني إسرائيل جمعوا أموالهم لشراء البقرة، فوسع الله جلد الثور حتى وزن ما يلي به جلدة فبلغ خمسة آلاف ألف دينار فقال بعض بني إسرائيل لموسى عليه السلام وذلك بحضرة المقتول المنشور المضروب ببعض البقرة لا ندري أيهما أعجب إحياء الله هذا وانطاقه بما نطق به وإغنائه لهذا الفتى بهذا المال العظيم فأوحى الله إليه: يا موسى قل لبني إسرائيل من أحب منكم ان أطيب في دنياه عيشه وأعظم في جناني محله واجعل بمحمد وآله الطيبين فيها منادمته ليفعل كما فعل هذا الفتى، انه كان قد سمع موسى بن عمران ذكر محمدا وآلهما الطيبين، وكان عليهم مصليا ولهم على جميع الخلائق من الجن والإنس والملائكة مفضلا، فلذلك صرفت له المال العظيم.
قال الفتى: يا نبي الله كيف احفظ هذه الأموال؟ أم كيف احذر من عداوة من عاداني فيها؟ وحسد من يحسدني لأجلها؟ قال قل عليها من الصلاة على محمد وآله الطيبين، ما كنت تقول قبل ان تنالها، فان الذي رزقكها بذلك القول مع صحة الاعتقاد، يحفظها عليك أيضا بهذا القول مع صحة الاعتقاد، فقالها الفتى فما رامها حاسد له إلا رفعه الله عنها.
فلما قال موسى عليه السلام للفتى ذلك وصار الله له بمقالته حافظا، قال هذا