الصخرة رجل اعلم منك، فصر إليه وتعلم من علمه، فنزل جبرئيل عليه السلام على موسى عليه السلام وأخبره في ذل موسى في نفسه واعلم أنه أخطأ ودخله الرعب، وقال لوصيه يوشع: ان الله قد امرني ان اتبع رجلا عند ملتقى البحرين وأتعلم منه فتزود يوشع حوتا مملوحا وخرجا.
فلما خرجا وبلغا ذلك المكان وجدا رجلا مستلقيا على قفاه، فلم يعرفاه، فأخرج وصي موسى الحوت وغسله بالماء ووضعه على الصخرة ومضيا ونسيا الحوت.
وكان ذلك الماء ماء الحيوان، فحيى الحوت ودخل في الماء. فمضى عليه السلام ويوشع معه حتى عييا، فقال لوصيه: (آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) فذكر وصيه السمكة، فقال لموسى عليه السلام: (اني نسيت الحوت) على الصخرة فقال موسى: ذلك الرجل الذي نصبه رأيناه عند الصخرة هو الذي نريده فرجعا (على آثارهما قصصا) إلى عند الرجل وهو في الصلاة، فقعد موسى عليه السلام حتى فرغ من الصلاة فسلم عليهما.
وحدثني محمد بن علي بن بلال عن يونس قال: اختلف يونس وهشام في العالم الذي أتاه موسى عليه السلام أيهما كان أعلم، وهل يجوز ان يكون حجة في وقته، وهو حجة الله على خلقه.
فقال قاسم الصيقل: فكتبوا إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام يسألونه عن ذلك فكتب في الجواب: اتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزائر البحر، اما جالسا وأما متكئا، فسلم عليه موسى فأنكر السلام إذ كان بأرض ليس فيها سلام فقال: من أنت؟ قال أنا موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما، قال جئت (لتعلمني مما علمت رشدا) قال، اني وكلت بأمر لا تطيقه، ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمد عليهم السلام من البلاء، حتى اشتد بكائهما، ثم حدثه عن فضل آل محمد، حتى جعل موسى يقول: يا ليتني كنت من آل محمد، حتى ذكر فلانا وفلانا ومبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وما يلقى منهم ومن تكذيبهم إياه، وذكر له تأويل هذه الآية: (وتقلب أفئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة