صبرا * اما السفينة فكانت - التي فعلت بها ما فعلت صالحة - فإنها كانت لقوم يعملون في البحر فأردت ان أعيبها وكان وراء السفينة ملك يأخذ كل سفينة غصبا) كذا نزلت وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئا.
(واما الغلام فكان أبواه مؤمنين) وطبع كافرا كذا نزلت، فنظرت إلى جبينه وعليه مكتوب طبع كافرا (فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا * فأردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما) فأبدل الله والديه بنتا، ولد منها سبعون نبيا من أنبياء بني إسرائيل.
(وأما الجدار - الذي أقمته - فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك ان يبلغا أشدهما...) إلى قوله:
(وذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا).
أقول: (لا أبرح) اي لا أزال أمشي (حتى أبلغ ملتقى البحرين) بحر فارس وبحر الروم.
وقيل: هو إفريقية.
وقيل: بحران موسى والخضر عليهما السلام، فان موسى كان بحر العلم الظاهر، والخضر بحر العلم الباطن.
وروي: ان موسى خطب الناس بعد هلاك القبط ودخوله المصر خطبة طويلة فأعجب بها، فقيل له: هل تعلم أحدا اعلم منك؟ فقال: لا! فأوحى الله إليه: بل عندنا الخضر وهو بمجمع البحرين.
وكان الخضر عليه السلام في أيام أفريدون وكان على مقدمة ذي القرنين الأكبر وبقى إلى أيام موسى.
وقيل: ان موسى عليه السلام سأل ربه: أي عبادك أعلم؟ قال الذي يبغي علم الناس إلى علمه عسى ان يصيب كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى، قال إن كان في عبادك اعلم مني فأدللني عليه، قال: أعلم منك الخضر، قال أين اطلبه؟
قال: على الساحل عند الصخرة، قال كيف لي به؟ قال: تأخذ حوتا في مكتلك