جزاء على توسلهم بمحمد وآله الطيبين واعتقادهم لتفضيلهم.
(وروي) عن السدي وغيره: ان رجلا من بني إسرائيل كان بارا بأبيه وبلغ بره ان رجلا اتاه بلؤلؤة فابتاعها بخمسين ألفا وكان فيها فضل وربح، فقال للبايع ان أبي نائم ومفتاح الصندوق تحت رأسه، فأمهلني حتى يستيقظ فأعطيك الثمن، قال فأيقظ أباك واعطني المال، قال: ما كنت افعل ولكن أزيدك عشرة آلاف فانظرني حتى ينتبه أبي، قال الرجل فأنا أحط عنك عشرة آلاف إن أيقظت أباك وعجلت النقد، فقال وانا أزيدك عشرين ألفا إن انتظرت انتباهة أبي، ففعل ولم يوقظ أباه، فلما استيقظ أبوه اخبره بذلك، فدعا له وجزاه خيرا وقال هذه البقرة لك بما صنعت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انظر ماذا صنع البر.
وعن ابن عباس: كان في بني إسرائيل رجل صالح له ابن طفل وكان له عجل فأتى بالعجل إلى غيضة وقال: اللهم إني استودعك هذه العجلة لابني حتى يكبر، ومات الرجل فشبت العجلة في الغيضة وصارت عوانا، وكانت تهرب من كل من رامها فلما كبر الصبي كان بارا بوالدته، وكان يقسم الليلة ثلاثة أثلاث، يصلي ثلثا وينام ثلثا ويجلس عند رأس أمه ثلثا، فإذا أصبح انطلق واحتطب على ظهره ويأتي السوق فيبيعه بما شاء، ثم يتصدق بثلثه ويأكل بثلثه ويعطي والدته ثلثا.
فقالت له أمه يوما: ان أباك ورثك عجلة وذهب بها إلى غيضة كذا واستودعها فانطلق إليها وادع إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ان يردها عليك، وان من علامتها انك إذا نظرت إليها يخيل إليك ان شعاع الشمس يخرج من جلدها وكانت تسمى المذهبة لحسنها وصفرتها وصفاء لونها.
فأتى يعقوب الغيضة فرآها ترعى فصاح بها وقال: اعزم عليك بإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، فأقبلت تسعى حتى قامت بين يديه، فقبض على عنقها وقادها، فتكلمت البقرة بإذن الله تعالى وقالت أيها الفتى البار بوالدته أركبني فان ذلك أهون عليك، فقال الفتى ان أمي لم تأمرني بذلك ولكن قالت خذ بعنقها، قالت