هو وجه الفرق بأن يكون في المفرد المخاطب هو الحج مجازا لبيان كونه مطلوبا من غير خصوصية شخص أي هلم أيها الناس الحج.
(وفي الفقيه) كلمة إلى موجودة في المواضع، وفيه عند ذكر المفرد في الموضعين: نادى، وعند ذكر الجمع ناداهم. ومن ثم قال بعض المحققين ليس مناط الفرق بين افراد الصيغة وجمعها بل ما في الحديث بيان للواقعة.
والمراد ان إبراهيم عليه السلام نادى: هلم إلى الحج بلا قصد إلى مناد معين - أي الموجودين - لكان الحج مخصوصا بالموجودين، فلذا يعم الموجودين والمعدومين فلو ناداهم إلى الموجودين وقال: هلموا إلى الحج، قاصدا إلى الموجودين، لكان الحج مخصوصا بالموجودين، فضميرهم: في ناداهم، راجع إلى الناس الموجودين. فالمناط قصد المنادي المعين المشعر إليه بلفظهم في إحدى العبارتين وعدم القصد في الأخرى المشعر إليه بذكر نادى مطلقا، لا الافراد والجمع.
أقول: وجه التحقيق فيه ان الموجودين وقت الخطاب كانوا جماعة من الاحياء فلو خاطبهم باللفظ الصالح لهم لكان متوجها إليهم، لان الأصل في الخطاب ان يكون متوجها إلى من يقبل صيغة الخطاب، ولما عدل عنه إلى الافراد مع عدم القرينة على تعيين المخاطب كان شاملا لكل من يقبل ان يكون مخاطبا ولو بعد الوجود وإلا لكان الخطاب عبثا خاليا عن الحكمة والفائدة.
(وفيه) عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله جل جلاله لما امر إبراهيم عليه السلام ينادي في الناس بالحج، قام على المقام، فارتفع به حتى صار بإزاء أبي قبيس فنادى في الناس: بالحج، فاسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى أن تقوم الساعة.
(وفيه) عنه عليه السلام: ان الله عز وجل أوحى إلى إبراهيم واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا. فنادى فأجيب من كل فج عميق.
وقال: انما سميت الخيل العراب لان أول من ركبها إسماعيل. وقال عليه السلام ان بنات الأنبياء لا يطمثن، انما جعل الطمث عقوبة. وأول من طمثت سارة.