في موضع الثانية ثم برز له في موضع الثالثة فرماه بسبع حصيات فدخل موضعها.
(وفيه) عن أبي الحسن عليه السلام قال: السكينة ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الانسان ورائحة طيبة. وهي التي أنزلت على إبراهيم عليه السلام، فأقبلت تدور حول أركان البيت وهو يضع الأساطين.
(علل الشرايع) عن ابن عباس قال: كانت الخيل العراب وحوشا بأرض العرب، فلما رفع إبراهيم وإسماعيل القواعد من البيت، قال الله: انى أعطيتك كنزا لم أعطه أحدا كان قبلك، فخرج إبراهيم وإسماعيل حتى صعدا جيادا - يعنى جبلا بمكة - فقال الا هلا الا هلم، فلم يبق في ارض العرب فرس الا اتاه وتذلل له، وأعطت بنواصيها، وانما سميت جيادا: لهذا، فما زال الخيل بعد تدعو الله ان يحببها إلى أربابها، فلم تزل حتى اتخذها سليمان، فلما آلمته امر بها ان يمسح رقابها وسوقها حتى بقى أربعون فرسا.
أقول: هذا زجر للخيل - أي إقربي - قاله الجوهري.
(وفيه) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما امر الله عز وجل إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام ببنيان البيت، وتم بناؤه، امره ان يصعد ركنا، ثم ينادى في الناس: الا هلم إلى الحج، فلو نادى: هلموا إلى الحج، لم يحج الا من كان انسيا مخلوقا، ولكن نادى: هلم إلى الحج، فلبى الناس في أصلاب الرجال: لبيك داعي الله فمن لبى عشرا حج عشرا ومن لبى خمسا حج خمسا ومن لبى أكثر فبعدد ذلك ومن لبى واحدا حج واحدا، ومن لم يلب لم يحج. ورواه في الكافي مثله.
أقول: ذكروا في وجه الفرق ان الأصل في الخطاب ان يكون متوجها إلى الموجودين، اما شمول الحكم للمعدودين فيستفاد من دليل آخر، لا من نفس الخطاب الا ان يكون المراد بالخطاب، الخطاب العام المتوجه إلى كل من يصلح للخطاب، فإنه شامل للواحد والكثير والموجود والمعدوم والشائع في مثل هذا الخطاب، ان يكون بلفظ المفرد، بل صرح بعض أهل العربية: بأنه لا يتأتى الا بالمفرد، وفى الكافي: أسقط لفظ إلى في المفرد وأثبتها في الجمع، وجعله بعضهم: