ويعقوب (من رحمتنا) يعنى برسول الله صلى الله عليه وآله (وجعلنا لهم لسان صدق) يعني أمير المؤمنين (ع) حدثني بذلك أبي عن الإمام الحسن العسكري (ع).
(علل الشرايع) باسناده إلى الصادق عليه السلام في حديث طويل يقول فيه:
لما بنى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام البيت، قالت امرأة إسماعيل وكانت عاقلة فهلا تعلق على هذين البابين سترا من هاهنا؟ قال نعم. فعملا له سترين طولهما اثنى عشر ذراعا فعلقهما على البابين، فأعجبها ذلك، فقالت: فهلا أحوك للكعبة ثيابا ونسترها كلها فان هذه الأحجار سمجة. فقال إسماعيل: بلى، فأسرعت في ذلك وبعثت إلى قومها بصوف كثير تستغزل بهن.
(قال) أبو عبد الله عليه السلام: وانما وقع استغزال بعضهن مع بعض، لذلك فأسرعت واستعانت في ذلك، فلما فرغت من شقة علقتها، فجاء الموسم وقد بقى وجه من وجوه الكعبة. فقالت لإسماعيل كيف نصنع بهذا الوجه الذي لم ندركه بكسوة فكسوه خصفا، فجاء الموسم فجاءته العرب، فنظروا إلى امر فأعجبهم فقالوا: ينبغي لعامر هذا البيت ان يهدى إليه. فمن ثم وقع الهدى فأتى كل فخذ من العرب بشئ يحمله من ورق ومن أشياء وغير ذلك، فنزعوا ذلك الخطف وأتموا كسوة البيت وعلقوا عليها بابين، وكانت غير مسقفة فسقفها إسماعيل بالجرائد، فجاءت العرب فرأوا عمارتها فزادوا في الهدى فأوحى الله إليه ان انحره واطعم الحاج، وشكى إسماعيل إلى إبراهيم قلة الماء. فأوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام، احتفر بئرا يكون منها شرب الماء فاحتفر زمزم وضرب إبراهيم عليه السلام في أربع زوايا البئر فانفجرت من كل زاوية عينا، فقال جبرئيل عليه السلام اشرب يا إبراهيم وادع لولدك فيها بالبركة، ثم تزوج إسماعيل الحميرية وولد منها ولد ثم تزوج بعدها أربع نسوة فولد له من كل واحدة أربع غلمان، ثم قضى الله على إبراهيم بالموت فلم يره إسماعيل ولم يخبر بموته حتى كان أيام الموسم فنزل جبرئيل عليه السلام وأخبره بموت أبيه وكان لإسماعيل ابن صغير يحبه، وكان هوى إسماعيل فيه، فأبى الله عليه ذلك فقال يا إسماعيل هو فلان، فلما قضى الموت على إسماعيل