فبات، فلم يزلزل بهم، فقالوا: أقم عندنا ونحن نجري عليك ما أحببت؟ قال: لا، ولكن تبيعوني هذا الظهر، ولم يزلزل بكم، قالوا: فهو لك. قال لا آخذه، الا بالشراء. قالوا: فخذه بما شئت، فاشتراه بسبع نعاج وأربع أحمرة، فلذلك سمي بانقيا لان النعاج بالنبطية نقيا، فقال له غلامه: يا خليل الرحمن ما تصنع بهذا الظهر وليس فيه زرع ولا ضرع؟ فقال له اسكت، فان الله عز وجل يحشر من هذا الظهر سبعين الف يدخلون الجنة بغير حساب، يشفع منهم لكذا وكذا.
أقول: بانقيا على ما في القاموس قرية بالكوفة، والمراد هنا ظهر الكوفة هي النجف. وفيه أيضا مسندا إلى الصادق عليه السلام قال: أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام: ان الأرض قد شكت إلي الحياء من رؤية عورتك، فاجعل بينك وبينها حجابا، فجعل شيئا هو أكبر من الثياب ومن دون السراويل، فلبسه، فكان إلى ركبتيه.
أقول: المراد من قوله: ومن دون السراويل، انه انقص طولا من هذه السراويل المتعارفة، وهو السروال لإبراهيم عليه السلام، الا انه كان قاصرا ان يدل على أن أول من اتخذ لبس السراويل هو إبراهيم عليه السلام. (وعنه) صلى الله عليه وآله في حديث المعراج: انه مر على شيخ قاعد تحت الشجرة حوله أطفال، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من هذا الشيخ يا جبرئيل؟ قال هذا أبوك إبراهيم. فقال فما هؤلاء الأطفال حوله؟ قال هؤلاء الأطفال أطفال المؤمنين حوله يغذيهم.
(الأمالي) عن الصادق عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال لما أراد الله تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم عليه السلام اهبط الله ملك الموت، فقال السلام عليك يا إبراهيم. قال وعليك السلام يا ملك الموت أداع أم ناع؟ فقال: بل ناع يا إبراهيم فأجب، قال يا ملك الموت فهل رأيت خليلا يميت خليله؟ قال: فرجع ملك الموت حتى وقف بين يدي الله جل جلاله، فقال: إلهي قد سمعت بما قال خليلك إبراهيم؟ فقال الله جل جلاله: يا ملك الموت اذهب إليه وقل له: هل رأيت حبيبا