تفسيره الظاهر، وتفسيره في الباطن: خذ أربعة ممن يحتمل الكلام فاستودعهم علمك، ثم ابعثهم في أطراف الأرضين حججا لك على الناس، وإذا أردت ان يأتوك دعوتهم بالاسم الأكبر يأتينك سعيا بإذن الله عز وجل، قال الصدوق الذي عندي في هذا انه امر بالامرين جميعا.
(وروي) ان الطيور التي امر بأخذها: الطاووس والنسر والديك والبط أقول: يجوز ان يحمل تغاير الطيور على تعدد المرات.
(عيون أخبار الرضا) عن ابن الجهم قال: سال المأمون الرضا (ع) عن قول إبراهيم عليه السلام (رب أرني كيف تحيى الموتى...) قال الرضا عليه السلام:
ان الله تبارك وتعالى كان أوحى إلى إبراهيم عليه السلام: (انى متخذ من عبادي خليلا إن سألني احياء الموتى أجبته) فوقع في نفس إبراهيم (ع) انه ذلك الخليل، فقال (رب أرني كيف تحيى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) على الخلة، قال: (فخذ أربعة من الطير...) الحديث.
أقول: ذكر المفسرون لتأويل هذه الآية وجوها: الأول - ما تضمنه هذا الحديث.
الثاني - انه أحب ان يعلم ذلك عيان بعد ما كان عالما به من جهة الدليل والبرهان لتزول الخواطر والوساوس. وفى الأخبار دلالة عليه.
الثالث - ان سبب السؤال منازعة نمرود إياه في الاحياء، فقال أحيى وأميت: أطلق محبوسا واقتل انسانا.
فقال إبراهيم عليه السلام: ليس هذا باحياء، وقال: (يا رب أرني كيف تحيي الموتى) ليعلم نمرود ذلك، وذلك أن نمرود توعده بالقتل ان لم يحيي الله له الميت بحيث يشاهده ولذلك قال (ليطمئن قلبي) أي بان لا يقتلني الجبار.
(وعن المفضل بن عمر) عن الصادق عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات) ما هذه الكلمات؟ قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، وهو انه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة