أمير المؤمنين عليه السلام، فلا يقال انه نحس، كما يقوله الناس.
الأمر الثالث - قوله عليه السلام: (هذا ربي). وقيل: في تأويله وجوه:
الأول - انه عليه السلام انما قال عند كمال عقله في زمان مهلة النظر فإنه تعالى لما أكمل عقله وحرك دواعيه على الفكر والتأمل ورأى الكوكب فأعظمه نوره وقد كان قومه يعبدون الكواكب، فقال هذا ربي على سبيل الفكر، فلما غاب علم أن الأفول لا يجوز على الإله. فاستدل بذلك على أنه محدث مخلوق، وكذلك كان حاله في رؤية القمر والشمس قال في آخر كلامه: يا قوم اني بريء مما تشركون. وكان هذا القول منه عقيب معرفته بالله تعالى وعلمه بان صفات المحدثين لا تجوز عليه وفي بعض الاخبار ايماءا إليه.
الثاني - انه كان عارفا بعدم صلاحيتها للربوبية ولكن قال ذلك في مقام الاحتجاج على عبدة الكواكب على سبيل الفرض الشائع عند المناظرة فكأنه أعاد كلام الخصم ليلزم عليه المحال. ويؤيده بعد ذلك (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم).
الثالث - ان يكون المراد: هذا ربي في زعمكم واعتقادكم ونظيره ان يقول الموحد للمجسم ان إلهه جسم محدود - أي في زعمه واعتقاده - وقوله تعالى:
(وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا).
الرابع - ان يكون المراد منه الاستفهام على سبيل الانكار.
الخامس - ان يكون القول مضمرا أي يقولون هذا ربي. السادس - ان يكون قوله ذلك على سبيل الاستهزاء كما يقال الدليل ساد قوما هذا سيدكم على وجه الهزء.
السابع - انه صلوات الله عليه أراد ان يبطل قولهم بربوبية الكواكب الا انه كان قد عرف من تقليدهم لأسلافهم وبعد طباعهم عن قبول الدلائل انه لو صرح بالدعوة إلى الله لم يقبلوه ولم يلتفتوا إليه فمال إلى طريق يستدرجهم به إلى استماع الحجة. وذلك بأنه ذكر كلاما يوهم كونه مساعدا لهم على مذهبهم مع أن قلبه كان مطمئنا بالايمان فكأنه بمنزلة المكره على إجزاء كلمة الكفر على