أقول: قال الصدوق طاب ثراه: ان موسى عليه السلام يفر من أمه خوفا ان لا يعرفها حق تربيتها له وقيل: انها كانت مرضعة ترضعه في بيت فرعون قبل وقوعهم على أمه وكانت كافرة. واما أبو إبراهيم فالمراد عمه، والا فأبوه تارخ كان من المسلمين.
(وعن) أبى عبد الله (ع): انه لما أضرمت النار على إبراهيم (ع) شكت هوام الأرض إلى الله عز وجل واستأذنته ان تصب عليها الماء. فلم يأذن الله عز وجل لشئ منها الا الضفدع، فاحترق منه الثلثان وبقى منه ثلث.
(وعن) إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: يا أبا إسحاق ان في النار لواديا يقال له سقر، لم يتنفس منذ خلقه الله، وان أهل النار ليتعوذون من حر ذلك الوادي ونتنه وقذره، وما أعد الله فيه لأهله، وان لذلك الوادي لجبلا يتعوذ جميع أهل ذلك الوادي من حر ذلك الجبل ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله وان في الجبل لشعبا يتعوذ جميع أهل ذلك الجبل من حر ذلك الشعب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه، وان في ذلك الشعب لقليبا يتعوذ أهل ذلك الشعب من حر ذلك الشعب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله، وان في ذلك القليب لحية يتعوذ أهل ذلك القليب من خبث تلك الحية ونتنها وقذرها وما أعد الله في أنيابها من السم لأهلها، وان في جوف تلك الحية لسبع صناديق فيها خمسة من الأمم السالفة، واثنان من هذه الأمة. قال: قلت جعلت فداك من الخمسة ومن الاثنان؟ قال:
فأما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل، ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه، وفرعون الذي قال أنا ربكم الاعلى، ويهودا الذي هود اليهود، وبولس الذي نصر النصارى ومن هذه الأمة أعرابيان.
أقول: يعنى به: الأول والثاني، وسماهما أعرابيان لما فيهما من الجفاء.
وعن الرضا عليه السلام قال: لما رمي إبراهيم في النار دعا الله بحقنا، فجعل الله النار عليه بردا وسلاما. وقال (ع): لما ألقاه الله في النار انبت الله في حواليه من الأشجار الخضرة النضرة النزهة وأنبت حوله من أنواع الأشجار ما لا يوجد في الفصول الأربعة من السنة.