والرشاد ولا يكون الا للنبي وأهل بيته الطاهرين العالمين بما يحتاج إليه الأمة من أول أمرها إلى آخرها.
وقد ذكرت في بعض مؤلفاتي مباحثة مع بعض علماء العامة قلت له: الشيطان يأمر بكل منكر وينهى عن كل معروف، قال نعم قلت الامام يجب ان يكون نقيضا للشيطان يأمر بما ينهى عنه الشيطان وينهى عما يأمر به الشيطان، فقال نوافق على هذا القول، فقلت وهذا لا يكون الا إذا كان الامام عالما بجميع الأوامر والنواهي الإلهية وإلا كان الشيطان اعلم منه، ولم يكن على طرف النقيض مع الشيطان ومن ادعيتم لهم الإمامة ليسوا على هذه الصفة بالاجماع على ما تواتر من قول الثاني: كل الناس أفقه منى، حتى المخدرات في الحجاب، وقول الأول عند أغاليطه: ان لي شيطانا يعتريني، إذا زغت فقوموني وإذا ملت فسددوني.
واما الثالث: فحاله في الجهل أوضح من أن يذكر، فعلى هذا الملك الذي وثبوا عليه وتقصموه لم يكن ملك اتاهم الله، حتى أوجب على الناس طاعتهم، مع أنه لو كان الامر كذلك يلزم الحرج على المكلفين، لأن الأول في زمن خلافته ذهب إلى مذاهب وفتاوى في الاحكام لم يذهب إليها الثاني وعمل بضدها: فكيف يجب متابعة الرجلين مع ما بينهما من التضاد والخلاف في الأقوال والأفعال.
(وروي) في تفسير قوله تعالى: (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) انه قال رجل للصادق (ع) ملك بني أمية أهو من الله تعالى؟ فقال عليه السلام: انه ملك لنا من الله ولكن بنو أمية وثبوا عليه وغصبوه منا، كمن كان له ثوب فجاء رجل فغصبه منه ولبسه، فبلبسه له لم يصر ملكا له ولا ثوبه، والمراد بالملك هنا هو معناه الثاني، واما الملك بمعناه الأول فلا مانع من تمكين الله سبحانه لهم منه كما اعطى ملوك الكفار والسلاطين الظالمين وكانوا من الفريقين.
وقوله: (والذي يحيى ويميت) المراد بالإماتة هنا اخراج الروح من بدن الحي من غير جرح ولا نقص بنية ولا احداث فعل يتصل بالبدن من جهته، وهذا خارج عن قدرة البشر.