(كتاب المحاسن) رفعه إلى علي بن الحسين عليه السلام: ان هاتفا هتف به فقال يا علي بن الحسين أي شئ كانت العلامة بين يعقوب ويوسف؟ فقال لما قذف إبراهيم في النار، هبط جبرئيل عليه السلام بقميص فضة فالبسه إياه. ففرت عنه النار ونبت حوله النرجس، فأخذ إبراهيم عليه السلام القميص فجعله في عنق إسحاق في قصبة من فضة وعلقها إسحاق في عنق يعقوب وعلقها يعقوب في عنق يوسف (ع) فقال له: ان نزع هذا القميص من بدنك علمت أنك ميت أو قد قتلت. فلما دخل عليه اخوته أعطاهم القصبة وأخرجوا القميص فاحتملت الريح رائحته فألقته على وجه يعقوب بالأردن، فقال: (انى لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون).
(العياشي) عن الحرث عن علي بن أبي طالب (ع) قال: ان نمرود أراد ان ينظر إلى ملك السماء، فأخذ نسورا أربعة فرباهن، وجعل تابوتا من خشب وادخل فيه رجلا ثم شد قوائم النسور بقوائم التابوت ثم جعل في وسط التابوت عمودا وجعل في رأس العمود لحما، فلما رأين النسور اللحم طرن بالتابوت والرجل فارتفعن فمكث ما شاء الله، ثم إن الرجل اخرج من التابوت رأسه فنظر إلى السماء فإذا هي على حالها ونظر إلى الأرض فإذا هو لا يرى الجبال الا كالذر، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء فإذا هي على حالها ونظر إلى الأرض فإذا هو لا يرى الا الماء، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء فإذا هي على حالها ونظر إلى الأرض فإذا هو لا يرى شيئا، ثم وقع في ظلمة لم ير ما فوقه وما تحته، ففزع فألقى اللحم فاتبعته النسور منقضات، فلما نظرت الجبال إليهن وقد أقبلت منقضة وسمعت حفيفهن فزعت وكادت ان تزول مخافة أمر السماء وهو قول الله: (وان كان مكرهم لتزول منه الجبال).
(الكافي) باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال إن إبراهيم (ع) كان مولده بكوثا - يعني قرية من قرى الكوفة - وكان أبوه من أهلها وكانت أم إبراهيم وأم لوط أختين وهما ابنتان للآحج، وكان الآحج نبيا منذرا ولم يكن رسولا، وان إبراهيم لزوج سارة وهي ابنة خالته، وكانت سارة صاحبة ماشية كثيرة وارض واسعة وحال حسنة فملكته إبراهيم عليه السلام، فقام فيه وأصلحه. ولما كسر أصنام