وقوله: (انا أحيى) بالتخلية من الحبس، (وأميت) بالقتل، وهذا جهل منه لأنه اعتمد في المعارضة على العبارة فقط دون المعنى عادلا عن وجه الحجة بفعل الحياة للميت أو الموت للحي على سبيل الاختراع الذي ينفرد سبحانه به، ولا يقدر عليه سواه فبهت الذي كفر - أي تحير عن الانقطاع بما بان له من ظهور الحجة.
فان قيل: فهلا قال له نمرود فليأت بها ربك من المغرب.
قيل: انه لما رأى الآيات علم أنه لو اقترح ذلك لأتى به تصديقا لإبراهيم، فكان يزداد بذلك فضيحة، على أن الله سبحانه خذله، ولطف لإبراهيم (والله لا يهدي القوم الظالمين) بالمعونة على بلوغ البغية من الفساد.
(عن ابن عباس) ان الله سبحانه سلط على نمرود بعوضة فعضت شفته، فأهوى إليها ليأخذها فطارت في منخره، فذهب ليستخرجها، فطارت في دماغه، فعذبه الله بها أربعين ليلة، ثم أهلكه.
(تفسير علي بن إبراهيم) باسناده إلى الباقر عليه السلام انه قال: ليهنئكم الاسم، قيل ما هو؟ قال (وانه من شيعته لإبراهيم) وقوله: فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ليهنئكم الاسم.
(أقول) الشيعة اسم تسمى الشيعة به ولقبوا به أنفسهم. واما الرافضة فاسم سمانا به المخالفون، وجاء في الحديث انه اسم للمؤمنين من قوم موسى سموا به لأنفسهم رفضوا فرعون وقومه فذخر الله سبحانه هذا الاسم لنا معاشر الشيعة.
(وفيه) عن أبي عبد الله عليه السلام: ان آزر أبا إبراهيم عليه السلام كان منجما لنمرود بن كنعان، فقال له انى أرى في حساب النجوم ان هذا الزمان يحدث رجلا فينسخ هذا الدين ويدعو إلى دين، فقال له نمرود في أي بلاد يكون؟ قال في هذه البلاد، ولم يخرج بعد إلى الدنيا قال ينبغي ان نفرق بين الرجال والنساء ففرق، وحملت أم إبراهيم بإبراهيم ولم يظهر حملها. فلما حانت ولادتها قالت يا آزر انى قد اعتللت وأريد ان اعتزل عنك، وكانت في ذلك الزمان المرأة إذا اعتلت اعتزلت عن زوجها، فاعتزلت في غار، ووضعت إبراهيم وقمطته، ورجعت إلى