صنف بعض المتأخرين رسالة في وجه هذا التشبيه وأطال في بيان وجوه المناسبة ومن أمعن النظر فيه يظهر له شدة انطباقه عليه وذلك أن عليا عليه السلام كان آية لله تعالى أظهرها على يدي رسول الله صلى الله عليه وآله، كما قال عليه السلام:
وأي آية أعظم مني.
وذكر الفاضل المعتزلي ابن أبي الحديد في الشرح: ان تاريخ الدنيا وأحوالها مضبوط من بعد الطوفان إلى يومنا هذا، وما بلغنا في هذه المدة الطويلة ان رجلا من العرب والعجم والترك والهند والروم يدانيه في الشجاعة مع تكثرهم في طوائف الناس بل ولم يقاربه أحد في خصلة من خصال الكمال.
(وروى) صاحب كتاب القدسيات من علماء الجمهور انه قال جبرئيل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله: ان الله بعث عليا مع الأنبياء باطنا وبعثه معك ظاهرا.
واما ولادته فكانت في الكعبة التي هي صخرة بيت الله، كما خرجت الناقة من الصخرة، ولم يتفق ذلك لنبي أو وصى نبي. وكان عليه السلام: يمير الناس العلوم والحكم، كما كانت الناقة تميرهم السقيا.
واما سبب شهادته عليه السلام فكانت قطامة عليها لعنة الله، كما كان السبب في عقر الناقة الملعونة الزرقاء، وبعد أن استشهد عليه السلام عمدوا إلى ولده الحسين عليه السلام وقتلوه، كما قتل أولئك فصيل الناقة، إلى غير ذلك من وجوه المناسبة بين قران قاتله عليه السلام مع عاقر الناقة والمشابهة بينهما.
وقوله سبحانه: (تتخذون من سهولها) السهل خلاف الجبل، وهو ما ليس فيه مشقة للناس أي تبنون في سهولها الدور والقصور، وانما اتخذوها في السهول ليصيفوا فيها (وتنحتون من الجبال بيوتا) قال ابن عباس: كانوا يبنون القصور بكل موضع وينحتون من الجبال بيوتا ليكون مساكنهم في الشتاء أحسن وأدفأ.
وكانت ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام وكانت عاد باليمن وكانت أعمار ثمود من الف سنة إلى ثلاثمائة.
واما صالح عليه السلام: فهو صالح بن ثمود بن عاثر بن ارم بن سام بن نوح (ع)