هبيرة قد نقض ما كان عليه من الوفاء، وأنه يدعو إلى خلع بني العباس سرا، فبلغ أبا جعفر ذلك، ولم يبلغ ما بلغه حتى اتصل ذلك بأبي العباس أمير المؤمنين، فكتب أبو العباس إلى أخيه أبي جعفر بذلك وقال: إنه قد نقض ما كان عليه من العهد وخالف الامر وقد أبيح دمه فاقتله! قال: فلم يقبل أبو جعفر ذلك أيضا وجعل يسأل ويبحث عن صحة ذلك حتى صح عنده من الثقات العدول، فعندها أمر بقتله (1)، فقتل وقتل معه أربعون (2) رجلا من شيعته وأهل بيته. قال وأنشد الهلالي (3) يقول أبياتا مطلعها:
غلب العزاء حرارة الصدر * والصبر عقد عزيمة الامر (4) إلى آخرها.
خبر السيد بن محمد الحميري قال أبو الحسن المدائني: أخبرني أبو العباس الفلسطيني قال: دخل السيد (5) بن محمد الحميري على أمير المؤمنين أبي العباس السفاح (6) فوقف بين يديه وأنشأ يقول بعد أن استأذن في ذلك أبياتا مطلعها: