بخذلاننا. ووالله! لو أن جاره نزع من خص داره قصبة لظل أنفه يرعف دما من الغيظ عليه وينكر علينا وعلى أهل مصرنا أن نطلب بحقنا! أما والله! ليكفن عنا وعن ذكرنا وعن الجمع إليه سقاط (1) أهل الأبلة وعلوج فرات البصرة [و] إلا ناله منا ما يكره (2). قال: فغضب عامة الناس للحسن البصري وهموا بالوثوب على مروان بن المهلب، فقال لهم الحسن البصري: مهلا! فإني نهيتكم أن تقتلوا أنفسكم مع غيري، ولست أحب أيضا أن يقتل بعضكم بعضا لأجلي، فالزموا منازلكم، فإني أكره أن يكرمني ربي بهوان مروان بن المهلب (3).
قال: وسار يزيد بمن معه من الناس حتى نزلوا بواسط العراق، فأقام بها حتى تكامل عسكره، ثم دعا بابنه معاوية فاستخلفه على واسط، وجعل عنده الأموال والخزائن والأسارى الذين أخذهم بالبصرة يوم الوقعة، ثم إنه سار حتى صار إلى فم النيل إلى موضع يقال له العقر (4) من أرض بابل فنزل هنالك، وعزم على حرب القوم. قال: وبلغ مسلمة بن عبد الملك نزول يزيد بن المهلب بالعقر فأمر بالسنن فجمعت له، ثم أمر فعقد له جسر على الفرات وأمر بالناس فعبروا. قال: وبلغ ذلك العباس بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، فأقبل من الحيرة حتى نزل مع مسلمة.
قال: ودنت العساكر من يزيد بن المهلب في خمسين ألفا، ويزيد يومئذ في نيف عن عشرين ألفا، فقام في أصحابه خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس! إني قد سمعت الناس في عسكري هذا وقولهم بأنه قد جاء مسلمة بن عبد الملك، وقد جاء العباس بن الوليد، وجاء أهل الشام فخبروني من مسلمة، فوالله ما مسلمة عندي إلا جرادة صفراء قسطنطين بن قسطنطين (5)! ومن العباس بن الوليد!
فوالله ما العباس عندي إلا نسطوس بن نسطوس (6)! ومن أهل الشام! فوالله ما هم إلا سبعة أسياف سبعة أسياف خمسة منها لي واثنان علي! وإنما أتاكم مسلمة والعباس في برابرة