أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون} أي تقرون بأنه نبي، وقد عرفتم أنه قد أخذ له الميثاق عليكم باتباعه، وهو يخبركم أنه النبي الذي كنا ننتظر ونجد في كتابنا، اجحدوه ولا تقروا لهم به.
يقول الله عز وجل: {أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون، ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني}.
قال ابن هشام: عن أبي عبيدة: إلا أماني: إلا قراءة، لان الأمي الذي يقرأ ولا يكتب. يقول: لا يعلمون الكتاب إلا [أنهم] يقرأونه.
قال ابن هشام: عن أبي عبيدة ويونس أنهما تأولا ذلك عن العرب في قول الله عز وجل، حدثني أبو عبيدة بذلك.
قال ابن هشام: وحدثني يونس بن حبيب النحوي وأبو عبيدة: أن العرب تقول: تمنى، في معنى قرأ. وفى كتاب الله تبارك وتعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته - 52 من سورة الحج}. قال: وأنشدني أبو عبيدة النحوي:
تمنى كتاب الله أول ليله * وآخره وافى حمام المقادر وأنشدني أيضا:
تمنى كتاب الله في الليل خاليا * تمنى داود الزبور على رسل وواحدة الأماني: أمنية. والأماني [أيضا]: أن يتمنى الرجل المال أو غيره.
قال ابن إسحاق: {وإن هم إلا يظنون}: أي لا يعلمون الكتاب ولا يدرون ما فيه، وهم يجحدون نبوتك بالظن. {وقالوا: لن تمسنا النار إلا أياما معدودة، قل: أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون}.
قال ابن إسحاق: وحدثني مولى لزيد بن ثابت عن عكرمة، أو عن سعيد