رسولكم كما سئل موسى من قبل؟ ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل}.
قال ابن هشام: سواء السبيل: وسط السبيل قال حسان بن ثابت:
يا ويح أنصار النبي ورهطه * بعد المغيب في سواء الملحد وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى.
قال ابن إسحاق: وكان حيى بن أخطب وأخوه أبو ياسر بن أخطب، من أشد يهود للعرب حسدا، إذ خصمهم الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم، وكانا جاهدين في رد الناس عن الاسلام بما استطاعا، فأنزل الله تعالى فيهما:
{ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق، فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره، إن الله على كل شئ قدير}.
تنازع اليهود والنصارى عند رسول الله قال ابن إسحاق: ولما قدم أهل نجران من النصارى على رسول الله صلى الله عليه وسلم أتتهم أحبار اليهود، فتنازعوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رافع بن حريملة: ما أنتم على شئ، وكفروا بعيسى وبالإنجيل، فقال رجل من أهل نجران من النصارى لليهود: ما أنتم على شئ، وجحد نبوة موسى وكفر بالتوراة. فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم {وقالت اليهود: ليست النصارى على شئ، وقالت النصارى: ليست اليهود على شئ، وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم، فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}، أي كل يتلو في كتابه تصديق ما كفر به، أي يكفر اليهود بعيسى، وعندهم التوراة فيها ما أخذ الله عليهم على لسان موسى عليه السلام بالتصديق بعيسى عليه السلام، وفى الإنجيل ما جاء به عيسى عليه السلام، من تصديق موسى عليه السلام، وما جاء به من التوراة من عند الله، وكل يكفر بما في يد صاحبه.