قال ابن هشام: أسره خراش بن الصمة، أحد بنى حرام.
قال ابن إسحاق: وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين: مالا، وأمانة، وتجارة، وكان لهالة بنت خويلد، وكانت خديجة خالته. فسألت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخالقها، وذلك قبل أن ينزل عليه الوحي، فزوجه، وكانت تعده بمنزلة ولدها فلما أكرم الله رسول الله صلى الله عليه وسلم بنبوته آمنت به خديجة وبناته، فصدقنه، وشهدن أن ما جاء به الحق، ودن بدينه، وثبت أبو العاص على شركه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج عتبة بن أبي لهب رقية، أو أم كلثوم. فلما بادي قريشا بأمر الله تعالى وبالعداوة، قالوا: إنكم قد فرغتم محمدا من همه، فردوا عليه بناته، فاشغلوه بهن. فمشوا إلى أبى العاص فقالوا له:
فارق صاحبتك ونحن نزوجك أي امرأة من قريش شئت، قال: لا والله، إني لا أفارق صاحبتي. وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثنى عليه في صهره خيرا، فيما بلغني. ثم مشوا إلى عتبة ابن أبي لهب، فقالوا له: طلق بنت محمد ونحن ننكحك أي امرأة من قريش شئت، فقال: إن زوجتموني بنت أبان بن سعيد بن العاص، أو بنت سعيد ابن العاص فارقتها. فزوجوه بنت سعيد بن العاص وفارقها، لوم يكن دخل بها، فأخرجها الله من يده كرامة لها وهونا له، وخلف عليها عثمان بن عفان بعده.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل بمكة ولا يحرم، مغلوبا على أمره، وكان الاسلام قد فرق بين زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلمت وبين أبى العاص بن الربيع، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقدر [على] أن يفرق بينهما، فأقامت معه على إسلامها وهو على شركه، حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سارت قريش إلى بدر سار فيهم أبو العاص