فلقيهم على ذلك الماء، فأصاب تلك العير وما فيها، وأعجزه الرجال، فقدم بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال حسان بن ثابت بعد أحد في غزوة بدر الآخر يؤنب قريشا لاخذهم تلك الطريق:
دعوا فلجات الشام قد حال دونها * جلاد كأفواه المخاض الأوارك بأيدي رجال هاجروا نحو ربهم * وأنصاره حقا وأيدي الملائك إذا سلكت للغور من بطن عالج * فقولا لها: ليس الطريق هنالك قال ابن هشام: وهذه الأبيات في أبيات لحسان بن ثابت، نقضها عليه أبو سفيان بن الحارث بن المطلب، وسنذكرها ونقيضتها إن شاء الله [في] موضعها.
مقتل كعب بن الأشرف قال ابن إسحاق: وكان من حديث كعب بن الأشرف: أنه لما أصيب أصحاب بدر، وقدم زيد بن حارثة إلى أهل السافلة، وعبد الله بن رواحة إلى أهل العالية بشيرين، بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى من بالمدينة من المسلمين بفتح الله عز وجل عليه، وقتل من قتل من المشركين، كما حدثني عبد الله ابن المغيث بن أبي بردة الظفري، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم، وعاصم بن عمرو بن قتادة، وصالح بن أبي أمامة بن سهل، كل قد حدثني بعض حديثه، قالوا: قال كعب بن الأشرف، وكان رجلا من طيئ، ثم أحد بنى نبهان، وكانت أمه من بنى النضير، حين بلغه الخبر: أحق هذا؟
أترون محمدا قتل هؤلاء الذين يسمى هذان رجلان - يعنى زيدا وعبد الله ابن رواحة - فهؤلاء أشراف العرب وملوك الناس، والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم، لبطن الأرض خير من ظهرها.