السيرة النبوية - ابن هشام الحميري - ج ٢ - الصفحة ٣٨٧
وإني أنشدكم بالله، وأنشدكم بما أنزل عليكم، وأنشدكم بالذي أطعم من كان قبلكم من أسباطكم المن والسلوى، وأنشدكم بالذي أيبس البحر لآبائكم حتى أنجاهم من فرعون وعمله، إلا أخبرتموني: هل تجدون فيما أنزل الله عليكم أن تؤمنوا بمحمد؟ فإن كنتم لا تجدون ذلك في كتابكم لا كره عليكم {قد تبين الرشد من الغي} فأدعوكم إلى الله وإلى نبيه.
قال ابن هشام: شطؤه: فراخه، وواحدته: شطأة. تقول العرب: قد أشطأ الزرع، إذا أخرج فراخه. وآزره: عاونه، فصار الذي قبله مثل الأمهات قال امرؤ القيس بن حجر الكندي:
بمحنية قد آزر الضال نبتها * مجر جيوش غانمين وخيب وهذا البيت في قصيدة له. وقال حميد بن مالك الأرقط، أحد بنى ربيعة ابن مالك بن زيد مناة:
* زرعا وقضبا مؤزر النبات * وهذا البيت في أرجوزة له، وسوقه [غير مهموز] جمع ساق، لساق الشجرة.
قال ابن إسحاق: وكان ممن نزل فيه القرآن، بخاصة من الأحبار وكفار يهود، الذي كانوا يسألونه ويتعنتونه ليلبسوا الحق بالباطل - فيما ذكر لي عن عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله بن رئاب - أن أبا ياسر بن أخطب مر برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يتلو فاتحة البقرة: {ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه}، فأتى أخاه حيى بن أخطب في رجال من يهود، فقال:
تعلموا والله، لقد سمعت محمد يتلو فيما أنزل عليه: " ألم ذلك الكتاب "، فقالوا:
أنت سمعته؟ فقال: نعم، فمشى حيى بن أخطب في أولئك النفر من يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا له: يا محمد، ألم يذكر لنا أنك تتلو فيما أنزل إليك: {ألم ذلك الكتاب}؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»
الفهرست