ما عندكم من المعرفة برسولي وبما جاء به، وأنتم تجدونه عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بأيديكم {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون} أي أتنهون الناس عن الكفر بما عندكم من النبوة والعهد من التوراة، وتتركون أنفسكم، أي وأنتم تكفرون بما فيها من عهدي إليكم في تصديق رسولي، وتنقضون ميثاقي، وتجحدون ما تعلمون من كتابي.
ثم عدد عليهم أحداثهم، فذكر لهم العجل وما صنعوا فيه، وتوبته عليهم وإقالته إياهم، ثم قولهم: {أرنا الله جهرة}.
قال ابن هشام: جهرة، أي ظاهرا لنا لا شئ يستره عنا. قال أبو الأخزر الحماني، واسمه قتيبة:
* يجهر أجواف المياه السدم * وهذا البيت في أرجوزة له.
يجهر: يقول: يظهر الماء ويكشف عنه ما يستره من الرمل وغيره.
قال ابن إسحاق: وأخذ الصاعقة إياهم ذلك لغرتهم، ثم إحياءه إياهم بعد موتهم، وتظليله عليهم الغمام، وإنزاله عليهم المن والسلوى، وقوله لهم:
{ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة} أي قولوا ما آمركم به أحد به ذنوبكم عنكم، وتبديلهم ذلك من قوله استهزاء بأمره، وإقالته إياهم ذلك بعد هزئهم.
قال ابن هشام، المن: شئ كان يسقط في السحر على شجرهم، فيجتنونه حلوا مثل العسل، فيشربونه ويأكلونه، قال أعشى بنى قيس بن ثعلبة:
لو أطعموا المن والسلوى مكانهم * ما أبصر الناس طعما فيهم نجعا وهذا البيت في قصيدة له، والسلوى: طير، واحدتها: سلواة، ويقال: إنها السماني، ويقال للعسل [أيضا]: السلوى. وقال: خالد بن زهير الهذلي: