موسى عليه السلام في صفة البقرة، وقسوة قلوبهم بعد ذلك حتى كانت كالحجارة أو أشد قسوة. ثم قال تعالى: {وإن من الحجارة لما ينفجر منه الانهار، وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء، وإن منها لما يهبط من خشية الله} أي وإن من الحجارة لألين من قلوبكم عما تدعون إليه من الحق {وما الله بغافل عما تعلمون}.
ثم قال لمحمد عليه السلام، ولمن معه من المؤمنين يؤيسهم منهم: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}، وليس قوله يسمعون التوراة، أن كلهم قد سمعها، وكلنه يقول فريق منهم، أي خاصة، فيما بلغني عن بعض أهل العلم.
قال ابن إسحاق، فيما بلغني عن بعض أهل العلم: قالوا لموسى: يا موسى، حيل بيننا وبين رؤية الله فأسمعنا كلامه حين يكلمك، فطلب ذلك موسى عليه السلام من ربه، فقال له: نعم، مرهم فليطهروا ثيابهم، وليصوموا، ففعلوا.
ثم خرج بهم حتى أتى بهم الطور، فلما غشيهم الغمام أمرهم موسى فوقعوا سجدا وكلمه ربه فسمعوا كلامه تبارك وتعالى، يأمرهم وينهاهم، حتى عقلوا عنه ما سمعوا ثم انصرف بهم إلى بني إسرائيل، فلما جاءهم حرف فريق منهم ما أمرهم به وقالوا، حين قال موسى لبني إسرائيل: إن الله قد أمركم بكذا وكذا، قال ذلك الفريق الذي ذكر الله عز وجل: إنما قال كذا وكذا، خلافا لما قال الله لهم، فهم الذين عنى الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال تعالى: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا} أي بصاحبكم رسول الله ولكنه إليكم خاصة. وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا: لا تحدثوا العرب بهذا فإنكم قد كنتم تستفتحون به عليهم، فكان فيهم. فأنزل الله عز وجل فيهم:
{وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا، وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا: