في بطنه بالقدح، وقال: استو يا سواد، فقال: يا رسول الله، أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني. [قال]: فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه، وقال: استقد، قال: فاعتنقه فقبل بطنه، فقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله، حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير، وقاله له.
قال ابن إسحاق: ثم عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفوف، ورجع إلى العريش فدخله، ومعه فيه أبو بكر الصديق، ليس معه فيه غيره، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناشد ربه ما وعده من النصر، ويقول فيما يقول: اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد. وأبو بكر يقول: يا نبي الله، بعض مناشدتك ربك، فإن الله منجز لك ما وعدك. وقد خفق رسول الله صلى الله عليه وسلم خفقة وهو في العريش، ثم انتبه فقال: أبشر يا أبا بكر، أتاك نصر الله هذا جبريل آخذ بعنان فرس يقوده، على ثناياه النقع [يعنى الغبار].
قال ابن إسحاق: وقد رمى مهجع، مولى عمر بن الخطاب، بسهم فقتل، فكان أول قتيل من المسلمين، ثم رمى حارثة بن سراقة، أحد بنى عدى ابن النجار، وهو يشرب من الحوض، بسهم فأصاب نحره، فقتل.
قال: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرضهم، وقال:
والذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا، مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة. فقال عمير بن الحمام، أخو بنى سلمة، وفى يده تمرات يأكلهن: بخ بخ، أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء، [قال:] ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه، فقاتل القوم حتى قتل.
قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن عوف بن الحارث، وهو ابن عفراء، قال: يا رسول الله، ما يضحك الرب من عبده، قال: غمسه