إنه لما مات أبو أمامة، أسعد بن زرارة، اجتمعت بنو النجار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو أمامة نقيبهم، فقالوا له: يا رسول الله، إن هذا [الرجل] قد كان منا حيث قد علمت، فاجعل منا رجلا مكانه يقيم من أمرنا ما كان يقيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم: أنتم أخوالي، وأنا بما فيكم، وأنا نقيبكم، وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أ، يخص بها بعضهم دون بعض، فكان من فضل بنى النجار الذي يعدون على قومهم، أن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيبهم.
خبر الاذان قال ابن إسحاق: فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، واجتمع إليه إخوانه من المهاجرين، واجتمع أمر الأنصار، استحكم أمر الاسلام، فقامت الصلاة، وفرضت الزكاة والصيام، وقامت الحدود، وفرض الحلال والحرام، وتبوأ الاسلام بين أظهرهم، وكان هذا الحي من الأنصار هم الذين تبوءوا الدار والايمان. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - حين قدمها - إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها، بغير دعوة، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها أن يجعل بوقا كبوق يهود الذي يدعون به لصلاتهم، ثم كرهه، ثم أمر بالناقوس، فنحت ليضرب به المسلمين للصلاة.
فبينما هم على ذلك، إذ رأى عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه، أخو بلحارث بن الخزرج، النداء، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:
يا رسول الله، [إنه] طاف بي هذه الليلة طائف: مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسا في يده، فقلت [له]: يا عبد الله، أتبيع هذا الناقوس؟ قال:
وما تصنع به؟ قال: قلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قال: قلت: وما هو؟ قال: تقول: الله أكبر الله أكبر، الله أكبر