ما رأيت واحدا قط هو أشد منه قال فلما ذكر لي وكنت أحب ان اعلم علمه دمعت عيناي فقال أبينك وبينه قرابة فقلت له لا ذلك رجل من مضر كان لي ودا وأخا فقال لي لا ارقأ الله دمعك أتبكي على رجل من مضر قتل على ضلالة.
قال قلت لا والله ما قتل على ضلالة ولكنه قتل على بينة من ربه وهدى فقال لي أدخلك الله مدخله قلت آمين وأدخلك الله مدخل حصين بن نمير ثم لا أرقأ الله لك عليه دمعا ثم قمت وقام وكان مما قيل من الشعر في - ذلك قول أعشى همدان وهي إحدى المكتمات كن يكتمن في ذلك الزمان.
ألم خيال منك يا أم غالب * فحبيت عنا من حبيب مجانب وما زلت لي شجوا وما زلت مقصدا * لهم عراني من فراقك ناصب فما انس لا انس انفتالك في الضحى * إلينا مع البيض الوسام الخراعب تراءت لنا هيفاء مهضومة الحشا * لطيفة طي الكشح ريا الحقائب مبتلة غراء رود شبابها * كشمس الضحى تنكل بين السحائب فلما تغشاها السحاب وحوله * بدا حاجب منها وضنت بحاجب فتلك الهوى وهي الجوى لي والمنى * فاحبب بها من خلة لم تصاقب ولا يبعد الله الشباب وذكره * وحب تصافى المعصرات الكواعب ويزداد ما أحببته من عتابنا * لعابا وسقيا للخدين المقارب فإني وان لم أنسهن لذاكر * رزيئة مخبات كريم المناصب توسل بالتقوى إلى الله صادقا * وتقوى الاله خير تكساب كاسب وخلى عن الدنيا فلم يلتبس بها * وتاب إلى الله الرفيع المراتب تخلى عن الدنيا وقال أطرحتها * فلست إليها ما حييت بآيب